القاهرة 25 مايو 2021 الساعة 11:26 ص
كتبت: سماح عبد السلام
يرى المبدع بعينه ما لا يراه الإنسان العادي، فما بالنا وإن كانت عين المبدع قد سقطت على بقعة من الجمال الساحر بأرض الذهب سيناء، تلك المنطقة الخلابة ذات الجمال الفريد والتي استطاعت الفنانة التشكيلية راندا فؤاد سبر أغوارها والكشف عن مكنونها من خلال لوحات معرضها الأخير "طوى أرض النور" فقدمتها كحديقة غنية بالألوان المبهجة.
حول معرضها تحدثت راندا فؤاد لـ"مصر المحروسة" في الحوار التالي، حيث أشارت إلى بداية الفكرة والتي نبعت من زيارتها لمدينة سيناء وقالت:
عند عودتى من رحلة سيناء توقفنا بالطريق وقمت بشراء كتاب باللغة الإنجليزية تحت عنوان "طوى أرض النور" لأحد الرحالة الأجانب، حيث اكتشف هذه المنطقة وانبهر بها، فشعرت أن هذا الكتاب بمثابة رسالة ودافع لي لتقديم تجربة جديدة وإن كنت قد شرعت في العمل من خلال بضع لوحات سابقة، كما جذبني العنوان بشدة.
وأضافت: انبهرت بالألوان التي رأيتها في رحلة سيناء في الغروب والشروق وألوان الرمال والبحر والسمك والشعب المرجانية والجبال، كل هذه العوامل أثرت فى مخيلتى، بالإضافة إلى منطقة سانت كاترين بما تحملة من معان وجدانية لأن بها تتمازج كل الأديان.
وتستطرد: أنا كفنانة مدرستي ليست كلاسيكية، أقدم ما أشعر به كما أنني أشعر بالألوان بدرجة كبيرة وبحسب رأي النقاد فإن ألواني قوية، بل أننى أصاحب ألواني. ومن ثم ظهر المعرض فى صورة ما، رأيته من ألوان وليس أشكال، صحيح قدمت النخل والشمس والبحر بالسمك لكن تجدين أغلب المعرض عن الألوان، بخلاف أنني تأثرت بالحفر على الحجر، حيث إنهم منذ بداية العصر الحجرى كان يتم الحفر على الحجر بأشكال مختلفة منها الفرعوني والإسلامى والقبطي، ومن هنا قدمت لوحتين بهما حيوانات.
وتؤكد: "معرض طوى أرض النور، ليس مجرد عرض للوحاتي الفنية، بل أتمنى من خلال لوحاتى إيصال هذه المناطق والمعالم الرائعة في بلادنا إلى كل فرد من المجتمع وتعزيز معرفتهم أكثر عن مصر، وتمكينهم من اكتشافها بعيون مختلفة واستشعار روعة طبيعتها الخلابة وحضارتها الغنية.
وتستكمل: أنجزت الأعمال والتي وصل عددها إلى 61 لوحة خلال سبعة شهور وهي فترة قصيرة مقارنة بمعارضى السابقة، سعيت لصنع بهجة لذاتى وللمتلقي لأننا في ظروف الكورونا نحيا وسط حالة أكتئاب.
وأشارت الفنانة إلى تنوع أحجام المعرض وقالت: أسعى إلى التنوع فى الأحجام ولكننى أستسيغ الرسم فى الحجم الكبير، لأنه يمنحني مساحة وحرية أكبر فى التعبير رغم أنها مجهدة في العمل ولكنها مرضية أكثر، وبشكل عام أفضل الأحجام المختلفة لأني أسعى لكي تنتشر لوحاتي في أماكن مختلفة حيث أن اللوحات الكبيرة تتطلب أماكن محددة.
وبمتابعة المعرض نجد جرأة واضحة من الفنانة في استخدام بالتة لونية قوية مقارنة بمعارضها السابقة، حيث استعملت الموف والفويشا، أما بالنسبة للخامات فجاءت من البيئة في سيناء حيث استخدمت الرمل ونفذت به طبقات على اللوحة، كما استخدمت ورق الذهب لأنها أرض النور فكانت ترى ذلك في أشعة الشمس.