القاهرة 21 مايو 2021 الساعة 11:11 م
كتبت: عبير عبد العظيم
* سمير غانم يودعنا بعد ستين عاما من العطاء ورسم البسمة وصنع الكوميديا الراقية في المسرح والسينما والتليفزيون
غيب الموت بالأمس صانع البسمة بالوطن العربى الكوميديان والفنان سمير غانم عن عمر يناهز 84 عاما، قضى منها أكثر من ستين عاما على خشبة المسرح وبين جنبات ستديوهات التليفزيون والسينما.
ولد غانم عام 1937 بمحافظة أسيوط والتحق بكلية الشرطة ولم يكمل دراسته فيها واتجه إلى كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، وخلال سنوات الدراسة بالجامعة شكل مع الفنان وحيد سيف والفنان عادل نصيف فرقة لتقديم الاسكتشات الفنية، إلا أنها ما لبثت أن انحلت رغم نجاحها وذلك بسبب كون وحيد سيف موظفا بالقاهرة وكان يصعب عليه التنقل بين القاهرة والإسكندرية، إلا أن سمير غانم سرعان ما التقى في بداية الستينيات بالفنان جورج سيدهم والفنان الضيف أحمد وقاموا بتشكيل فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي نجحت نجاحا كبيرا، وقدموا معا العديد من الأفلام والمسرحيات على مدى عشر سنوات، إلا أنها توقفت بوفاة الضيف أحمد عام 1970، ولكن سمير غانم وجورج سيدهم قدما بعد ذلك بعض الأعمال الفنية معا، وفي عام 1982 توفي سيد غانم شقيق الفنان سمير غانم ومدير أعماله وتأثر شقيقه الفنان سمير غانم كثيرا ودخل في حالة عزلة واكتئاب على رحيله، ولكن المخرج الراحل فهمي عبد الحميد قدم له مشروع الفوازير عام 1984 ونجح نجاحا كبيرا في تقديمها بشخصية فطوطة وسمورة على مدى تسع سنوات.
قدم الراحل أكثر من 160 فيلما سينمائي على مدى مشواره الفني، وأكثر من 64 مسلسلا تليفزيونيا، وحوالى 40 مسرحية، وطاف بأعماله الوطن العربي، وتلقى العديد من الجوائز عن أعماله السينمائية والمسرحية.
نعى الفنانون الراحل سمير غانم منذ الإعلان عن وفاته أمس، واتشحت كل صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى بالسواد، وتذكروا مواقفهم مع الفنان الراحل، وأصدرت نقابة المهن الموسيقية بقيادة الفنان هاني شاكر بيانا تنعي فيه الفنان الكبير الراحل سمير غانم آخر ضوء من ثلاثي أضواء المسرح، وأكدت نقابة الموسيقيين أنه رغم رحيل الفنان الكبير سمير غانم عن دنيانا إلا أنه سيظل في وجدان الشعب المصري والعربي نجما أسعد الملايين بمختلف أعمارهم.
كما نعى الفنان أحمد صلاح حسني أسرة الراحل سمير غانم، ونشر عبر حسابه الرسمي بموقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام" صورة للراحل وكتب عليها معلقًا: "وداعا يا ضحكة مصر".
وكتبت الفنانة سلوى محمد علي ناعية الراحل سمير غانم قائلة: إنه صاحب مدرسة كوميدية تتسم بالمبالغة في الأداء وتعتمد على لغة الجسد وكاريكاتيرية الشخصية، وتعتمد بشكل كبير على الممثل وقدرته على الارتجال وخفة ظله، وأظن أن المرة الوحيدة التي تخلى فيها عن هذا اللون أثبت فيها أنه اختار أن يكون مصدر للبهجة، عندما قدم في "شربات لوز" شخصية صعبة بلا إضحاك لكنه تعامل مع الشخصية كممثل له ثقله، ومحتك لديه من الخبرات الإنسانية ما يضيف للشخصية، ومن أمتع أدواره أيضا "ميزو"، أما "فطوطة" فهو حكاية كبيرة جدا جدا ببابيونه وجزمته الكبيرة، ولا شارلي شابلن في زمانه.
وقال عنه المخرج الكبير جلال الشرقاوي: سمير غانم فنان عظيم من صناع البهجة على مدى خمس عقود، قدير من كبار الفنانين التلقائيين في الأداء، الظريف اللطيف الخفيف سريع البديهة ذو الطلة الحلوة، أطلق الضحكة من أفواه الملايين وأزال بعض الهم من قلوب الكثيرين وزرع كثيرا من الأمل في نفوس اليائسين، ذهب ملبيا نداء ربه دون أن يختلف مع أحد أو يختلف معه أحد، لم يغضب من أحد ولم يغضب منه أحد، صالح الجميع وصالح نفسه.. اللهم اغفر له وارحمه جزاء وفاقا.