القاهرة 22 ابريل 2021 الساعة 02:05 م
منافسة شرسة تشهدها الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان الفضيل بين 16 عملا دراميا مصريا؛ ومثلهم خليجيا وفي سوريا؛ ولكن دعونا ننظر إلى صورة ولغة الحارة المصرية التي تقدمها الأعمال الدرامية المصرية، والتي برزت في 3 مسلسلات هي "ضل راجل، وملوك الجدعنة، ولحم غزال".
بالنسبة إلى صورة الحارة المصرية في الأعمال الدرامية المشار إليها سلفا، نجد أن هناك تعمدا لإظهار الحارة المصرية على نحو سلبي في الأعمال الدرامية الثلاثة؛ وهو ما يتجلى في بعض الأعمال المنافية لعادات وتقاليد حارتنا المصرية العريقة التي كان أهلها ومازالوا يتسمون بالتسامح وكرم الضيافة؛ ولا أعرف ما الدافع وراء إظهار حارتنا المصرية على هذا النحو على الفضائيات التي يشاهدها العالم أجمع؛ وأتمنى أن أجد إجابة عند صناع الأعمال الدرامية الرمضانية، هل لم تصل إليكم الإجراءات التنموية التي تتخذها الدولة المصرية بتطوير المناطق العشوائية لدرجة أنه ما تزال صور حارتنا المصرية في أعمالكم هي نفس صور حارة نجيب محفوظ في أعماله الروائية التي تحولت إلى أعمال سينمائية -زقاق المدق نموذجا؟!
ننتقل هنا إلى ملمح آخر من ملامح تقديم حارتنا المصرية على نحو سلبي في الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان؛ ويتمثل في لغة شخصيات تلك الأعمال، والتي تتسم بالركاكة والضعف والتركيز على الألفاظ التي لا تمت للواقع بصلة لا من قريب أو من بعيد؛ وكون أن الحارة تكشف دائما عن ملامح الشخصية المصرية التي كونت عالما تتشابك فيه القصص والحكايات الفنية، فإنه من المغالى فيه أن نرى هذا المستوى المتدني من لغة حوار شخصيات الأعمال الدرامية التي تقدم لنا الحارة المصرية ونحن بلد المجمع العلمي، والأزهر الشريف!
وهنا نتساءل أيضا عن دور أهل اللغة في مراجعة سيناريوهات تلك الأعمال التي -للأسف- تشوه صورة الشخصية المصرية وتضعها في إطار من الصفات والقيم السلبية.
أخيرا دعونا ننتقل من صورة ولغة حارتنا المصرية إلى عالم البيزنس والإعلانات؛ فهل تعلم عزيزى القارىء أن شركات المحمول في رمضان الماضي أنفقت ما يقرب من 50 مليون جنيه على إعلانات شهر رمضان؟ وهل تعلم أن ما تم إنفاقه خلال رمضان الجاري أكثر؟! وهل تعلم عزيزي القارىء الصائم أن إعلانات الجمعيات الخيرية التي تطالب بالتبرع لبناء المستشفيات ودعم الأطفال المرضى والمسنين مازالت مستمرة ولم تنته -وربما لن تنتهي أبدا- رغم أن منها بعض الإعلانات التي تدخل عامها الخامس ومازالت تطالب بالتبرع!