القاهرة 20 ابريل 2021 الساعة 11:00 ص
حاوره: صلاح صيام
رمضان شهر يحمل بين طياته عدة معان دينية وروحية، ويأتينا كل عام فى وقت مختلف. والعوام يصومون نهاره ويحاولون إحياء ليله بقدر المستطاع، فماذا عن المبدعين وماذا يمثل لهم هذا الضيف الكريم؟! هل هو فرصة للراحة والاستجمام والبعد عن العالم المادى، والغوص فى الروحانيات والانكفاء على الذات، أم أنه ملهم للإبداع على اعتبار أن كثرة الطعام لا تعطى مجالا للعمل الذهنى؟ أم أنه مزيج من العمل الإبداعى، والنهل من بركته..
يقول الشاعر الأردنى "غازى المهر":
يختلف رمضان هذا العام في بلدي عن العام السابق لما ألمّ بنا من وباء كفانا الله شره وجميع العالمين، أصبحت جائحة كورونا وحشا يلتهم أجسادنا ويفتك بنا؛ فكان من الواجب على الدول أن تضع شروطا على حركة الناس لتخفف من اختلاطهم للمحافظة على سلامتهم العامة ؛ فأخذت ساعات الحظر تزداد مما أثر على دخول المصلين الى المساجد فكانت هناك صلوات جماعة لا تقام : مثل صلاة الفجر والجمعة، وربما تطال هذه الإجراءات صلاة التراويح في شهر رمضان الفضيل؛ فيحرم عباد الله من هذا الاجتماع السنوي الذي يزيد من التراحم والتواصل فيما بينهم، ويقربهم من الله العلي القدير.
لقد حرمت جائحة كورونا الناس من طقوس كثيرة، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، وفي ظل الإجراءات المشددة التي تفرضها الدول للتخفيف من انتقال العدوى بين الناس، ومن هذه الطقوس صلاة التراويح، وقيام الليل، وموائد الرحمن التي كانت تتواجد في الطرقات لتقديم وجبات الافطار للفقراء ولمن تقطعت بهم السبل، وكذلك دعوات الافطار بين الأقارب، ويبدو أننا سنحرم من صوت المسحراتي الذي تعودنا عليه في ليالي رمضان!
وينبغي لنا ألا نتوقف عن الدعاء في هذا الشهر المبارك بأن يرحمنا الله ويكفنا شر هذا الوباء.
وفي ظل هذه الجائحة العالمية تنتابني وكثير من الشعراء المشاعر الجياشة التي تعبر عن ثقل هذا الوباء، وتكون مزيجا من العبرات الدينية، والآلام التي خلفتها كورورنا، والآمال المعقودة مع إطلالة رمضان المبارك.
وفي هذا المقام أهدي قصيدة رمضان والعيد لمجلة "مصر المحروسة":
"رمضان يا شهر المنى في بهجةٍ قد عدتنا
قد هلّت البركات إذ أسرعتَ تنزع بؤسنا
بالبشر تأتي دائما وتميط عنّا حزننا
والخير فيك تفجّرا أقبلت تبعث قفرنا
تروي القلوب بنشوةٍ لهدى التقاة رددتنا
شهر العبادة والهدى قد جئت تصلح أمرنا
تزهو بأحداق المدى فرحا يوقظ شمسنا
نهفو إلى نفحاتهِ شهرا يبدّد ليلنا
لولاك يا رمضان ما عرف التقى وتزيّنا
شهر التراحم والوفا ما زلت تلهب برّنا
حمدا إلى رب الورى نعماؤه تهدى لنا
إذ جاءنا شهر التقى والنبض فينا ما انثنى
واليوم يمضي مسرعا برحيلهِ من بيننا
أترى القلوب تبتّلت بالعتق من نار الدنى؟
أترى النفوس تزيّنت حسنا وطبعا ليّنا؟
أترى يغادرنا وقد نلنا الرضا من ربنا؟
وتقبّل الرحمن من عبدٍ تأمّل موقنا
بالعفو من ربٍ له كان الغفور ومحسنا
بالعيد يأتي فجره فرحا إلينا والهنا".