القاهرة 20 ابريل 2021 الساعة 10:55 ص
بقلم: سماح عبد السلام
ينطلق النحات أحمد عسقلانى فى معرضه الجديد "ماذا لو" -الذي استضافه جاليرى "ديمى"- من افتراضية تبادل الأدوار؛ حيث يتساءل عما كان سيحدث إذا حل عسقلانى أو أى فنان عربى محل بيكاسو أو ليوناردو دافنشى والملقب برائد النهضة؟! هل كان سيحظى حينها بنفس المكانة؟!
ماذ لو .. تبدلت الأدوار في عالم أصبح صغيراً جداً في وقتنا الحالى بالرغم من قلة اهتمام عامة للناس بالفن التشكيلي، فهناك قلة حظيت بجزء كبير من الاهتمام لذلك لو كانت الأدوار متبادلة، وكلٌ مكان الآخر، فهل من الممكن أن تصل أعمال الفنانين من العالم الثالث إلى ما وصلت إليه أعمال بعض الفنانين العالميين؟!
ما دفع عسقلانى لإثارة هذا التساؤل المصحوب بالدهشة هو رؤيته بأن حضارتنا منذ العهد المصرى القديم وبعد ظهور الديانات تركز على الجماليات فى مختلف الفنون؛ نحت، وعمارة، وتصوير، وغيرها من المجالات المختلفة، ولكننا لم نصل للمكانة التى تليق بنا فنياً..
تضمن المعرض 22 قطعة تم تنفيذها بخامة البرونز، علماً بأن عسقلانى يعُد من أكثر النحاتين الذين تميزوا فى العمل بعدة خامات أخرى، مثل خامات الخوص، والحجر، والجرانيت، والبوليستر، والكاوتشوك، والبرونز.
يحاول دائماً البحث عن بدائل وخامات مختلفة بحيث لا يقتصر التعامل على الخامات التقليدية، فقد نجح فى كشف أسرار كل خامة وسبر أغوارها ليقدم بالنهاية منتجاً فنياً يعكس خلاله فلسفته ورؤاه الفنية، بأسلوب يميل إلى المدرسة التعبيرية بحيث يكون العمل الفنى مقروءا للجميع لا أن يقتصر على فئة معينة.
وفى إطار سعيه لإيصال رسالة مهمة من أعماله يعرض عسقلانى لأشخاص بأجساد مشوهة ومنها الضخمة ذات الرؤس الصغيرة أو تكاد تكون متلاشية؛ حيث نرى كثير من البشر يتمتعون بجسد ضخم وعضلات مفتولة لكنهم يفتقدون العقل الذى يميز الإنسان، فضلاً عن أن البشر أصبح الكثير منهم يستخدم العضلات والقوة أكثر من العقل، رغم أن العقل يمنحنا حلولاً أفضل للتعامل مع الناس، إلا أننا نحاول استخدام السلطة والنفوذ وترك العقل والحكمة؛ ومن ثم سعى بأعماله تلك إلى كشف زيف الواقع وتعريته.
استغرق الفنان في العمل على معرض "ماذا لو" قرابة العامين؛ حيث كان من المقرر إقامته العام الماضى ألا أنه اضطر لتأجيله بسبب جائحة كورونا، وعندما استمرت الجائحة وجد أنه لا مفر من العرض.
يراهن عسقلانى دوما على صنع بصمة خاصة به فى مجال النحت، وربما يكون قد نجح بشكل أو بآخر فى الوصول لهدفه؛ حيث يمكن للمتلقى تمييز أعماله بدون قراءة الاسم.