القاهرة 13 ابريل 2021 الساعة 10:05 ص
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
جسم الإنسان هو عالم معقد مليء بالألغاز والأسرار التي تدل على عظمة صنع الخالق العظيم لكل خلية وعضو وجهاز من أجهزة الجسم التي تعمل وفق أداء منظم بشكل دقيق جدًّا.. وفيما يلي نستكشف معًا بعض الأسرار البسيطة والمدهشة..
إذا كان لدينا قصبة هوائية واحدة فقط، فلماذا لدينا منخران؟
لنا عينان، وأذنان، وفتحتان أنفيتان، ونحن بحاجة دائمًا -كما خلقنا الله- إلى هذه الثنائيات لدينا؛ من أجل الرؤية المجسمة، والصوت المجسم (الستيريو)، والشم الفائق، ويتم فصل خياشيمنا بواسطة الحاجز الأنفي؛ مما يجعل لدينا في الواقع منخارين، وفي معظم الأحيان تسمح إحدى فتحتى الأنف بمرور هواء أقل من الأخرى مع حدوث تبديل في تدفق الهواء بالمنخارين كل بضع ساعات، ويحدث التدفق الأبطأ للهواء بسبب تمدد الأنسجة الداخلية للأنف، وزيادة تدفق الدم.
ونحن نشم باستخدام الخلايا الحسية الموجودة في أعالي الأنف. وتحتاج بعض المواد الكيميائية ذات الرائحة إلى وقت أطول من غيرها للارتباط بهذه المستقبلات؛ لذا فإن انخفاض فتحة الأنف التي يتدفق منها الهواء؛ يمنح الروائح بطيئة المفعول، مزيدًا من الوقت لاكتشافها؛ مما يمنحنا نطاقًا أكبر من الإحساس بالرائحة.
- كيف تتنفس بشكل أفضل:
تعلم كيف تملأ رئتيك بالهواء بشكل أكثر كفاءة.
- اختبر نفسك:
* ضع إحدى يديك على صدرك والأخرى أسفل القفص الصدري.
* خذ أنفاسًا بطيئة وعميقة ولاحظ اليد التي تتحرك أكثر.
* يجب أن تكون اليد الأكثر حركة هي تلك الموضوعة على منطقة القفص الصدري؛ بمعنى أنك تستخدم الحجاب الحاجز للتنفس بدلًا من صدرك، فالتنفس الصدري يجعل جسمك متوترًا، ثم تدرب على طريقة التنفس السليمة لتراعيها.
* احصل على الراحة على السرير أو الكرسي بملابس فضفاضة.
* عندما تتنفس الصعداء؛ فأخرِجْ تنهداتك من خلال فمك وسوف تريح تلك الطريقة كتفيك، وعضلات رقبتك.
*خذ أنفاسًا بطيئة، وهادئة، وعميقة إلى أسفل رئتيك، واحرصْ على التنفس عن طريق الأنف وأخرج هواء الزفير من خلال الأنف والفم.
* أبطئ تنفسك أكثر، وتأكد من أن القفص الصدري لا يزال يتحرك أكثر من صدرك.
* اهدفْ إلى ممارسة هذا التدريب على التنفس الصحيح لمدة خمس دقائق كل يوم، ويمكنك أيضاً استخدامه للحصول على الاسترخاء في أي وقت تشعر فيه بالتوتر.
لماذا يدمن البعض المخدرات؟
للأسف لا توجد إجابة بسيطة؛ حيث يعد إدمان المخدرات مرضًا معقدًا؛ حيث تعمل العقاقير المخدرة نفسها على تغيير طريقة عمل الدماغ؛ مم يجعل الإقلاع عنها أكثر صعوبة، وهناك عدد من العوامل التي تفرض لماذا يصبح بعض الناس مدمنين، والبعض الآخر لا.
من وجهة نظر علم الأحياء يساهم التركيب الجيني بنصف خطر الإدمان، لكن عوامل أخرى مثل الاضطرابات النفسية، والجنس، والعِرق؛ هي أيضا عوامل مساهمة، كما أن البيئة تؤثر؛ وتشمل العائلة، والأصدقاء، والأمور المالية، ونوعية الحياة، حيث إن ضعف الأبوة، والأمومة، وسوء المعاملة، وضغط الأقران، والتعرض للعقاقير؛ كلها عوامل بيئية تساهم في خطر الإدمان.
كما يلعب التطور دورًا؛ حيث يزيد تعاطي المخدرات في سن أصغر من خطر الإدمان، نظرًا لأن المناطق الموجودة في الدماغ التي تتحكم في اتخاذ القرار والحكم والتحكم في النفس لا تزال تتطور، وتؤثر معظم العقاقير على دائرة المكافأة في الدماغ عن طريق إغراقها بالدوبامين؛ وهذا يعزز الشعور بالمتعة المكتسبة من تعاطي المخدرات، ويشجع على الإستخدام المتكرر لها، كما أنه يعرض المدمنين لخطر الجرعات الزائدة؛ حيث يشعر المدمنون بتزايد البهجة مع انخفاض حدة الشعور بتعاطيها مع التعرض المتكرر مما يؤدي إلى استخدامها بشكل أكثر تكراراً أو بجرعات أكبر؛ وهو ما يعرض المدمن لخطر الجرعات الزائدة.
وبصفة عامة لا يوجد عامل واحد معروف قادر على التنبؤ بالإدمان، ويؤدي الجمع بين أي من العوامل المذكورة أعلاه، أو جميعها؛ إلى زيادة خطر الإدمان ولكنه لا يضمن ذلك حتى الآن.
مع ظهور الجراثيم الخارقة كيف سيكون شكل الحياة في عالمٍ خالٍ من المضادات الحيوية؟
تعد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، أو "الجراثيم الفائقة المقاومة" مشكلة خطيرة، ويستغرق تطوير واختبار مضاد حيوي جديد خمسة عشر عامًا، ولكن لا تمر سوى عشر سنوات فقط من الاستخدام الواسع له حتى تصبح البكتيريا المقاومة له شائعة.
ولم يتم العثور على فئات جديدة من المضادات الحيوية منذ عام 1984، وتبدو شركات الأدوية أقل اهتمامًا بالبحث عن أنواع جديدة منها؛ لأن علاجات السرطان وأمراض القلب أكثر ربحًا.
لكن يبدو أن الأمور لن تبلغ من السوء ما كانت عليه قبل ظهور المضادات الحيوية في العالم؛ فقد أدى تحسين النظافة، والصرف الصحي إلى تقليل فرص حدوث الأمراض المعدية بشكل كبير، وساعد على احتواء انتشار السلالات المقاومة للمضادات الحيوية، وفي أوروبا وحدها يُصاب أربعمائة ألف شخص سنويًّا بالميكروبات الخارقة، لكن خمسة وعشرين ألف منهم (6? فقط) من هذه الحالات تكون قاتلة، ولا يزال هذا العدد يبدو كبيرًا لكنه ضئيل مقارنة بعدد الذين ماتوا قبل تناول المضادات الحيوية؛ عندما كانت نصف الوفيات ناجمة عن الالتهاب الرئوي، والإنفلونزا، والسل، وعدوى الجهاز الهضمي، والدفتيريا.
لكن مشكلة البكتيريا الخارقة خطيرة وتزداد سوءًا؛ لكن المضادات الحيوية لا تزال تنقذ عددًا كبيرًا من الأرواح، وفي المستقبل قد نحتاج إلى الابتعاد تمامًا عن المضادات الحيوية، والاستعاضة عنها بفيروسات قاتلة للبكتيريا؛ تُعرف باسم "لاقمات البكتيريا"؛ لاستهداف الجراثيم الخارقة.
المصدر:
مجلة The Simple Things الإنجليزية - عدد فبراير 2018.
مجلة Very interesting الإنجليزية - العدد رقم (46) لسنة 2019.