القاهرة 08 ابريل 2021 الساعة 11:09 م
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي المجمع المتكامل لإصدار الوثائق المؤمنة والذكية، أمس، والذي يعد واحدا من أكبر مجمعات إصدار الوثائق المؤمنة والذكية في الشرق الأوسط، وأحد اهم مراكز مجابهة التهديدات الجديدة في مجالات الجريمة.
إذا أردت أن تعرف مدى خطورة تزوير المحررات الرسمية وأثرها السلبي على اقتصادنا المصري بل وعلى مجتمعنا ككل؛ فكل ما عليك أن تقوم به هو بحث بسيط على محرك البحث جوجل عن الأخبار المتعلقة بسقوط عصابات تزوير المحررات الرسمية، وانتظر النتيجة؛ وستتفاجأ بما سيظهر لك من سيل الأخبار حول سقوط عصابات تزوير المحررات الرسمية، وستكتشف أنه لا يمر شهر إلا ووقعت عصابة لتزوير المحررات الرسمية في قبضة الجهات الأمنية، وهو ما يكشف عن خطورة تزوير المحررات الرسمية، وستعرف أيضا مدى أهمية افتتاح المجمع المتكامل لإصدار الوثائق المؤمنة والذكية.
عام 2010 صدر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا دليل لتعزيز القدرة على فحص الوثائق فحصا تحليليا جنائيا كشف عن علاقة الجرائم المتعلق بتزوير المحررات الرسمية والتهديدات الجديدة في مجالات الجريمة؛ حيث أكد الدليل على أنه إذا كان الفحص التحليلي الجنائي للوثائق مفيدا في إرشاد ودعم التحقيقات الجنائية وأنشطة مراقبة الحدود؛ فإنه يستطيع أيضا أن يولد لدينا بيانات مفيدة عن طرائق تزوير الوثائق وتحويرها، وجمع هذه البيانات وتحليلها يمكن أن يولد معلومات عن الاتجاهات والتهديدات الجديدة في مجالات الجريمة التي تتطور بسرعة كبيرة جدا.
توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضا سيمكننا من فرز الوثائق المزورة والتعامل مع البيانات الضخمة، وهو ما يسهم في النهاية للوصول إلى التأكد من ما إذا كانت بعض الوثائق رسمية أو مزورة بنسبة 99.9%.
خلال السنوات القليلة الماضية، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حسابات أعلنت عن تقديم وثائق رسمية من أجل العمل والسفر إلى الخارج؛ منها الشهادات الجامعية، وشهادات موثقة من وزارة الخارجية؛ وغيرها من الوثائق المزورة، وبمبالغ طائلة -رغم أنها تصدر بتكلفة مالية بسيطة- خاصة وأن تحريرها وتعديل الأختام فيها يحدث بواسطة بعض البرامج وأبرزها برنامج "الفوتوشوب"، وهي صفحات لا حصر لها منتشرة وبكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ وتهدد الأمن القومي المصري من قبل، ولكنها ستختفى خلال الأيام القليلة القادمة بعد إنشاء مجمع الوثائق المؤمنة والذكية.