القاهرة 06 ابريل 2021 الساعة 10:06 ص
كتب: عاطف محمد عبد المجيد
في كتابه "الجامعة الأهلية.. أرض لفقراء مصر" الصادر عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، يقول الباحث خالد محمد أحمد إن التعليم هو الطريق الآمن غالبًا للخروج من دائرة الفقر، في الحضارات القديمة وحتى الآن، لكن المجتمع المصري الآن أضحى من يولد فقيرًا يجد طرقًا لتغيير وضعه، وليس من بينها التعليم، بسبب التكاليف غير المباشرة، الضرورية، للتعليم الحكومي "دروس خصوصية، كتب خارجية، ملخصات"، إضافة إلى نفقات التعليم الخاص التي لا يقدر عليها سوى أصحاب الدخل المرتفع.
واقع التعليم ومستقبله:
الباحث يؤكد هنا أن التعليم الجامعي الأهلي الموجه لتوفير فرص التعليم لأبناء الفقراء لم يعد ترفًا، بل وسيلة أساسية لاستغلال إمكانات المجتمع البشرية في خدمة التنمية والثقافة، كما يرى أن الجامعات الأهلية ستكون أكثر استقلالًا مما يعطي فرصة لتقديم نموذج تعليمي أفضل مما تقدمه الجامعات الحكومية والخاصة، وذلك بتطبيق نموذج أفضل لنظام القبول والاختبارات وطرق التدريس والمناهج الدراسية في تخصصات يحتاجها المجتمع وفق فلسفة ورؤية محددة دون الإخلال بمبدأ التعليم للجميع، أو لتصحيح أوضاع التعليم الجامعي في المجتمع المصري.
هنا ينفي الباحث عن نفسه أمر المبالغة حين يقول إن التعليم الأهلي والقضاء المستقل سيعيدان التوازن للمجتمع المصري، من خلال توفير تعليم جيد للفقراء، يتيح لمن يملك الاستعداد أن يغير واقعه للأفضل، تعليمًا يؤكد أن الطموح ليس حكرًا على الأغنياء.
هنا يرى الباحث أن دراسته هذه تأتي أهميتها من أنها تتناول واقع ومستقبل التعليم الجامعي الأهلي في المجتمع المصري، والمعوقات التي تقف أمام انتشاره بنظرة قانونية، وكذلك يرى أن التعليم الجامعي يحتاج للتطوير ليلائم احتياجات المجتمع المصري، مؤكدًا أن الجامعة الأهلية ستكون أكثر استقلالًا في وضع مشاريع الأبحاث التي تخدم احتياجات المجتمع، خاصة وأن الجامعات الخاصة لا تهتم بوضع خطط علمية تهدف لحل مشكلات المجتمع.
في دراسته هذه يتحدث الباحث عن المفاهيم المرتبطة بالجامعات الأهلية ذاكرًا منها مفهوم المواطنة، عارجًا على المفاهيم القانونية المتعلقة بإقامة الجامعات الأهلية.
هنا أيضًا يتناول الباحث العلاقة بين المؤسسات الأهلية التعليمية والدولة في الحضارة الإسلامية، مؤكدًا أن الحضارة الإسلامية قد شهدت نهضة علمية في مجال التعليم سبقت بلدان العالم القديم، خاصة أوروبا بأكثر من قرنين، وقد كانت أول جامعة هي بيت الحكمة في بغداد عام 830، تلتها جامعة القرويين في فاس عام 859، ثم جامعة الأزهر في القاهرة عام 970.
الجامعات الخاصة:
كذلك يتحدث الباحث عن فلسفة العمل الأهلي في الحضارة الغربية، وعن العلاقة بين المؤسسات الأهلية التعليمية والحكومية في المجتمعات الغربية المعاصرة.
هنا يقول الباحث إن دراسة التجارب الإسلامية والغربية عن إقامة الجامعات الأهلية، مسألة مفيدة لمن يروم بناء جامعة أهلية تخدم فقراء المجتمع، وبناء عليه يمكن رصد عدد من الدروس المستفادة من هذه التجارب منها القوانين، أولويات الجامعة الأهلية، إدارة الجامعة الأهلية، الرقابة والمحاسبة، والمؤسسات المساعدة، المنح الدراسية، الرضا الوظيفي.
في كتابه "الجامعات الأهلية" يتساءل الباحث خالد محمد أحمد لماذا نحتاج إلى الجامعات الأهلية في مصر؟ ذاكرًا عدة أسباب لذلك، منها التوجهات النيوليبرالية لنظام الحكم وجماعات المصالح المرتبظة به، الخصخصة، الزيادة في أعداد المقيدين بالجامعات الحكومية، وضعف مستوى الخريج مقارنة بمتطلبات سوق العمل، والإنفاق العام على التعليم الجامعي، والطموح الاجتماعي وهو حق لأفراد المجتمع المصري.
كذلك يتحدث الباحث عن الجامعات الخاصة في مصر، وعن مصروفاتها، وعن واقع الجامعات الأهلية في مصر، وبعد أن يفند الباحث الجامعة الأهلية متحدثًا عن كل ما يتعلق بها، يختتم دراسته هذه متحدثًا عن أثر القوانين على إقامة الجامعة الأهلية المصرية.