القاهرة 16 مارس 2021 الساعة 09:16 ص
بقلم: أسامة الزغبي
ثربانتس أهم روائي إسباني لعدة قرون
لقرون طويلة ظلت رواية دون كيخوتى دى لامنشا(1605) للروائي الإسباني الأهم والأشهر ميجيل دي ثربانتس هي العلامة الأبرز والأهم عند الحديث عن الأدب الإسباني, بل تم اعتبارها أحد أهم كلاسيكيات الرواية في كل العصور والأهم في تصنيفات أخرى, واعتبرها النقاد أول رواية أوروبية حديثة ومعها تطور أسلوب الكتابة وأصبح أكثر بساطة وقربا للناس. وقد تُرجمت الرواية لأكثر من 60 لغة بل وتوجد أكثر من ترجمة لها في بعض اللغات؛ حيث لدينا باللغة العربية أربعة ترجمات لكل من عبد العزيز الأهواني وسليمان العطار و عبد الرحمن بدوي ورفعت عطفه.
نوبل والروائيون الأسبان
حصد الكثير من الأدباء والشعراء الإسبان جائزة نوبل للآداب في القرن العشرين مثل خوسيه أتشيجاراي 1904، وخاسينتو بينابنتى في 1922، والشاعر الكبير خوان رامون خيمينس في 1956، و بيسنتى الكسندريه في 1977، وكاميلو خوسيه ثيلا الذي حصل على الجائزة بعد عام من حصول الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ عليها أي في عام1989.
كذلك يمكن اعتبار ماريو بارجاس يوسا أديبا إسبانيا لأنه يحمل الجنسية الإسبانية منذ عام 1990 رغم أنه من مواليد دولة البيرو، وقد حصل على الجائزة في عام 2010. وعلى الرغم من كثرة الأسماء التي حلقت في سماء العالمية بحصولها على الجائزة الأرفع في عالم الأدب إلا أنه لم يستطع أى كاتب أن يتخطى شهرة ثربانتس وروايته الخالدة حتى ظهرت رواية "ظل الريح" للكاتب البرسلونى كارلوس رويث ثافون في عام 2001.
ظل الريح ورباعية "مقبرة الكتب المنسية"
تمثل ظل الريح الرواية الأولى من رباعية خصصها الكاتب لمدينته برشلونة تحت مسمى كبير وهو مقبرة الكتب المنسية.
ظهر الجزء الثاني من الرباعية في عام 2008 باسم "لعبة الملاك" وظهر الجزء الثالث في 2011 باسم "سجين السماء" واختتم الكاتب رباعيته برواية "متاهة الأرواح" في عام 2016.
جاءت أول إشادة دولية برواية ظل الريح من خلال يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا في الفترة من 1998 وحتى عام 2005، والذي أوصى في برنامج تليفزيوني بقراءتها، بسرعة البرق بدأت الرواية في غزو العقول والقلوب والأسواق حتى وصلت مبيعاتها إلى أكثر من 10 مليون نسخة.
في عام 2007 تم اختيار ظل الريح من خلال لجنة مكونة من 81 كاتبا من إسبانيا وأمريكا اللاتينية كأحد أفضل 100 كتاب باللغة الإسبانية في الخمس وعشرون سنة الماضية.
في عام 2014 وضعت درا نشر بنجوين ثافون بين أفضل 26 كاتب في تاريخ الأدب مثل جين أوستن ومارسيل بروست وتشارلز ديكنز وجيمس جويس.
رحل ثافون سريعا عن عالمنا في 2020 متأثرا بالسرطان ولا نجد أفضل من كلمات الروائي الإسباني الشهير خابير سييرا كرثاء لهذا الكاتب العظيم، وهي أنه أحد أهم فنارات الأدب العالمى في القرن الواحد والعشرين.
برباعية الكتب المنسية التي تم ترجمتها إلى أربعين لغة ووزعت أكثر من 25 مليون على مستوى العالم تحول كارلوس رويث ثافون إلي ثاني أشهر أديب إسباني بعد ثربانتس، وأصبح ثافون بعد هذه المبيعات الأسطورية ما يمكن تسميته بالميجا مبيعات وهي كلمة تُمنح عندما تتخطى مبيعات كاتب معين عدد 10 مليون نسخة وهو ما تحقق بـ "مقبرة الكتب المنسية".
قبل أن نترك الحديث عن هذا الكاتب الفذ, أذكر هنا بعض الإحصائيات التي توضح قدر الانبهار الإسباني والدولي بهذه العلامة الفارقة (مقبرة الكتب المنسية ) في تاريخ الأدب الإسباني والعالمي.. عند صدور لعبة الملاك وهي الرواية الثانية في رباعية مقبرة الكتب المنسية وكان ذلك في 2008, حققت الرواية 300 نسخة مبيعا في الثانية أو ما يعادل 20000 ألف نسخة في الدقيقة وبعد مرور 12 ساعة كانت المبيعات قد وصلت إلى 250 ألف نسخة فقط في كتالونيا بإسبانيا.
فتحت رباعية الكتب المنسية شهية دور النشر على البحث عن كتاب إسبان في مستوى ثافون، وبالتالي ووفقا لكثير من النقاد يمكن اعتبار أن ثافون كان أحد الجسور التي عبرت عليها الرواية الإسبانية المعاصرة إلى الأسواق العالمية في القرن الحادي والعشرين.
"لكل كتاب روح، لكل مجلد تراه روح، روح من كتبه، روح من قرءوه وعاشوا وحلموا به".
في الحلقتين القادمتين سنعرض لأشهر وأهم الروائيين الإسبان المعاصرين وأشهر أعمالهم.
يتبع