القاهرة 02 مارس 2021 الساعة 09:02 ص
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
أسرار الأمان في ركوب الطائرات:
في العصر الحديث أصبح السفر الجوي أكثر شيوعاً من أي وقت مضى، وعلى الرغم من أن الطائرات سهلت علينا السفر لمسافات طويلة، والعبور من دولة إلى أخرى، بل ومن قارة إلى أخرى في وقت قياسي، وساعدت البشر على استكشاف العالم؛ إلا أن الإحصائيات أثبتت أنه ما زالت لدى معظم الناس رهبة من ركوب الطائرات، واتضح أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص منا لديه خوف أو على الأقل قلق من ركوب الطائرات.. فهل هذا الخوف له ما يبرره؟
تظهر الإحصاءات الأمريكية المأخوذة بين عامي 2000 إلى 2009 أن حالات الوفاة الناتجة عن حوادث السيارات أعلى بكثير عن حوادث الطائرات، وبالطبع لا يمكن للإحصاءات أن تعالج خوف شخص ما من ركوب الطائرات لكنها تثبت أنها واحدة من أكثر الطرق أمانًا للسفر؛ وذلك بفضل الاختبارات الدقيقة الصارمة التي يتم إجراؤها على كل جزء من الطائرة قبل السماح لها بالدخول في الخدمة.
كيف تتغلب الطائرة على اضطراب الحركة في الجو:
بالنسبة للكثيرين يعد اضطراب حركة الطائرة في الجو تحت تأثير المطبات الهوائية أحد أكثر العوامل التي تساهم في الخوف من الطيران، ولكن على الرغم من أن الاضطراب قد يكون غير مريح إلا أنه يجب الاطمئنان تجاه هذا الاضطراب؛ فالطائرة تحافظ على اتزانها في معظم الأوقات؛ حيث يساعد تصميمها على ذلك، ونادراً ما يتسبب الاضطراب الشديد في حدوث انخفاض مفاجئ في ارتفاع الطائرة يؤدي بالتالي إلى تعرض الأجنحة لضغوط شديدة؛ ولذلك يصمم المصنعون الأجنحة لتحمل أحمالا أعلى بكثير مما يمكن رؤيته في الواقع.
وعلى سبيل المثال تخضع طائرة بوينج 787 لاختبار التعرض لأقصى ضغط على أجنحتها، حيث تتعرض الأجنحة لضغط يصل إلى أكثر مما تتعرض له في الظروف الطبيعية بمقدار مرة ونصف، والانحناء بما يزيد عن 7 أمتار للتأكد من عدم تعرض هيكلها لكسر تحت هذه الظروف القاسية، مما يعطي بعض الطمأنينة بالنسبة لأمان الطائرات في الجو؛ فلا تقلق أيها الخائف من ركوب الطائرات!
كيف تتعامل الطائرات مع الأجواء شديدة البرودة:
بينما يستمتع الركاب برفاهية مكيفات الهواء في الطائرة فإنه في الوقت نفسه يتم تصميم محركات الطائرة لتكون قادرة على التعامل مع درجات حرارة منخفضة تصل أحياناً إلى -55 درجة مئوية، وذلك أثناء الرحلات التي تعبر فيها فوق البحار، وتجرى اختبارات أمان صارمة في هذا السياق للتأكد من قدرة محركات الطائرة على التعامل مع مثل هذه الحرارة شديدة الانخفاض؛ حيث يخضع المحرك لاختبار شديد الصعوبة بأحد المعامل المتخصصة في مثل هذه الاختبارات التي تتركز في كندا، حيث يتم تفجيره بالمياه الجليدية التي يتم إطلاقها بداخله من مئات الفوهات في درجات حرارة دون الصفر للتأكد من أنه سيحافظ على الطاقة في البيئات الباردة.
وتعد اختبارات درجة الحرارة مهمة لشركات الطيران لأنها تريد التأكد من أن طائراتها يمكن أن تعمل في أكبر عدد ممكن من البيئات، وذلك لتفادي الخسائر الناتجة عن الإضطرار لإيقاف طائرة بسبب سوء الأحوال الجوية.
المقاعد الآمنة في الطائرة:
غالباً ما يتساءل المسافرون عن المكان الأكثر أمانًا للجلوس في الطائرة، هل هي مقدمة الطائرة، أم الوسط، أم الخلف؟! وفي عام 2012، اشترت شركة إنتاج تلفزيوني طائرة بوينج 727 وحطمتها في الصحراء المكسيكية لمعرفة أى أجزاء الطائرة تتحمل الصدمات بصورة أكبر، وتم إسقاط الطائرة في الوحل بعد تشغيلها بسرعة 257 كم/ ساعة (أى ما يعادل 160 ميلاً في الساعة) وكانت النتيجة أنه في حين تحطمت مقدمتها فإن بقية أجزاء الطائرة تعرضت لأضرار طفيفة نسبياً؛ فاستنتج القائمون بالاختبار أن الركاب الذين يجلسون في الصفوف الأحد عشر الأولى بالطائرة تكون نسبة تعرضهم للوفاة أعلى عند سقوط الطائرة -لا قدَّرَ الله- بينما سينجو 78 في المائة من الركاب الآخرين.
ولكن قبل أن يتسابق حاجزو الرحلات الجوية للحصول على مكان في الجزء الخلفي من الطائرة، فإنه يجب التأكد من أن مصنعي الطائرات يستخدمون أدوات نمذجة متطورة لتحسين قدرة هيكل الطائرة بأكمله على تحمل عمليات الإنزال غير المتوقعة على الأرض أو البحر.
لماذا يتم طلاء معظم طائرات الركاب باللون الأبيض:
السبب الرئيسي لذلك هو أن اللون الأبيض يحمي الطائرة من آثار الإشعاع الشمسي؛ حيث تكافح الطائرات في سبيل البقاء باردة أثناء تحميل وإنزال الركاب في مطارات البلدان الحارة، ويساعد الطلاء الأبيض اللامع للطائرات على ارتداد بعض ضوء الشمس الذي تتعرض له الطائرات في رحلاتها، كما أنه يساعد على حماية أجزاء الطائرة المصنوعة من مواد مركبة من التعرض للتلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية التي تكون أعلى بكثير في الارتفاعات الجوية الشاهقة التي تحلق فيها الطائرات.
المصدر: مجلة (BBC Knowledge الإنجليزية ) - أعداد ديسمبر 2016، وديسمبر 2017.