القاهرة 02 مارس 2021 الساعة 09:14 ص
كتبت: سماح عبد السلام
يلتقط النحات أيمن سعداوى لحظات الفرحة عبر عدة مواقف متباينة ليعبر عنها من خلال 16 قطعة برونز استضافها جاليرى الزمالك للفن مؤخراً فى معرضه الفردى الرابع "فرحة"..
فى محاولة سعداوى للتغلب على عُزلة كورونا وما تبعها من تداعيات وآثار نفسية واجتماعية واقتصادية، فكر فى طريقه للخروج من هذه الحالة عن طريق استعادة أيقونات السعادة التى عاشها البشر قبل عصر الوسائط المتعددة، الذى فرض بشكل أو بآخر نمطاً جديداً من العُزلة حتى خلال اجتماع أفراد العائلة الواحدة، بمعنى أن كل فرد أصبح منكباً على جهاز تليفونه بمفرده دون أن يشارك أو يتسامر مع أقرانه.
من هنا سعى الفنان لإظهار العديد من حكايات البسطاء فى الريف والمدينة عبر زمن مضى، مثل رصد حركة تواجد الأفراح فى الشارع، والموالد، استعاد كذلك أسبابا وأساليب قديمة للفرحة فى وقت لم يكن به خوف، وقت كان السلام خلاله باليد، فأصبح يتملكنا حالياً حالة من الخوف من تلك المصافحة حتى أننا أصبحنا نخشى من تأدية واجب العزاء بالمقربين.
رصد كذلك الألعاب البسيطة التي كانت مصدر فرحة وسعادة للأطفال، كما طرح منحوتة خاصة بانتظار الغائب، من خلال السيدة التى تقف فى شرفة المنزل أو خلف النافذة تنتظر حبيبها المسافر أو نجلها المجند وما إلى ذلك، والسيدة كانت تجلس مع جارتها تحتسى القهوة وتقرأ الفنجان عقب ذلك الحدث كنوع من السمر.
رصد كل هذه الظواهر وقام باستدعائها حيث شعر معها بعبق وتقاليد المصريين، فكلما اتجهنا للريف بالوجه القبلي أو البحري يشعر الفرد بأنه يحيا فى أجواء مصر الحقيقية.
جاء تنفيذ الأعمال من خامة البرونز مناسباً لفكرة المعرض؛ حيث تأخذ بعض المنحوتات شكل هرمي، رأس الهرم لأسفل والقاعدة أعلى، بمعنى أن بعض الأجزاء من الأعمال معلقة فى الهواء وليست ثابته على الأرض. فى حال تنفيذها بالحجر ستقلل من قيمة الحجر نفسه والعمل كذلك. كما أستخدم مجموعة ألوان مختلفة ساهمت فى تدعيم الفكرة التى يجسدها. فضلاً عن أن النجاح في صياغة العمل النحتي باستخدام هذه المعالجات الفنية اعتمد على مدى مواءمة الصياغة اللونية لدراما ومفهوم العمل النحتي ومدى تأكيدها للفكرة.