القاهرة 23 فبراير 2021 الساعة 08:53ص
بقلم: د. فايزة حلمي
الآباء الأعزاء: لا تدعوا معاناة لم يطلبها ابنك؛ تحدد علاقتك به..
يقول ريان ويكسلبلات ""Ryan wexelblatt:
"آخر شيء يريده أي أب هو أن يلقي نظرة على حياته ويأسف لأنه لم يكن أكثر انسجامًا مع احتياجات أطفاله عندما كانوا يكبرون، إذا كان ابنك يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهو لا يحتاج منك إلى انتقاداتك أو سخريتك، إنه لا يحتاج إلى "حب قاس وصارم"، بل يحتاج إلى حب وفهم حقيقيين غير مشروطين، الأمر ليس سهلًا، لكنه مهم جدًا".
ظاهرة ADHD لها تاريخ، لقد كانت موجودة منذ أواخر القرن الثامن عشر، عندما تم ذكرها لأول مرة في كتاب طبي ألماني. كان لها العديد من التصنيفات على مر السنين، وفي النهاية، أعتقد أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه سيُعاد تسميته "تأخير تطوير الوظيفة التنفيذية"، وهو مصطلح أكثر دقة.
ينشأ اضطراب "فرط الحركة ونقص الانتباه" من طفرة جينية تنتقل أحيانًا من الآباء إلى الأطفال، لا أستطيع إخبارك بعدد الآباء الذين قالوا لي "كنت مثله تمامًا عندما كنت في عمره." أخبرني آباء آخرون، بناءً على سلوك أبنائهم، أنهم متأكدون من أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ولكن لم يتم تشخيصهم مطلقًا، هناك عدد كبير من الأدلة العلمية التي تثبت وجود اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهو وراثي.
يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر شيوعًا اليوم، لكنه لا يزال غير مفهوم جيدًّا من قِبل معظم المعلمين والمتخصصين في الصحة النفسية. يتعلم الأشخاص الذين يذهبون إلى هذه المجالات القليل جدًا عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في تعليمهم وتدريبهم، غالبية العمل الذي استخدمه ليس من مجال الصحة النفسية، ولكن من مجال أمراض النطق واللغة.
إذن ماذا يعني أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غير مفهوم جيدًا من قبل الأشخاص الذين يعملون مع أطفالنا؟ هذا يعني أنه لا يوجد الكثير من المساعدة الفعّالة المتاحة باستثناء الأدوية، والأهم من ذلك؛ هذا يعني أنه غالبًا ما يُنظر إليه على أنه عيب في الشخصية، حيث غالبًا ما تستخدم انتقادات مثل "كسول" و"غير متحمس" و"لا يهتم بأي شيء سوى ألعاب الفيديو" لوصف الأولاد المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
لا يمكنني إخبارك بعدد المرات التي سمعت فيها عن معلمين يدلون بتعليقات مثل "إنه ذكي؛ هو فقط لا يهتم"، هذا انعكاس لإحباط المعلم، والذي ينبع من افتقاره في التعليم حول كيفية دعم الطلاب المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، من المهم أن تعرف أن الذكاء لا علاقة له باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
خلاصة القول هي: إذا كنت تنظر إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه باعتباره عيبًا في شخصية ابنك، فهناك احتمال كبير أنه سيؤثر سلبًا على علاقتك به لسنوات عديدة قادمة.
والخبر السار هو أن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال تتحسن عادة مع نضوج الدماغ، هناك العديد من الأشخاص الناجحين للغاية الذين تعلموا كيفية إدارته، هناك أيضًا بعض الذين يمرون بحياتهم يكافحون من أجل الحفاظ على العمل والعلاقات الاجتماعية.
بصفتك والد ابنك، فأنت بحاجة إلى اتخاذ قرار مهم: هل ستستغرق بعض الوقت لفهم أن الأشياء التي يفعلها ابنك والتي تثير غضبك أو تسبب ضغوطًا في منزلك لا تتم عن قصد؟ هل ستسمح لنفسك بفهم أن نمو دماغه يتأخر في مناطق معينة، مقارنةً بالأشخاص الآخرين في سِنه؟
نصيحتي لك هي: يجب أن تأخذ الوقت الكافي لتثقيف نفسك حول الحالة، والتركيز على الوالدية الإيجابية، شاهد بعض مقاطع الفيديو على YouTube، ولكن الأهم من ذلك؛ لا تدع حالة ليس لابنك يد بها؛ تحدد علاقتك به ADHD ليس هويته، إنه ليس عذرًا لسلوك غير محترم، ولكنه شيء يمكنك تعلم مساعدته على التعامل معه، وسيساعد ذلك في علاقتك به كثيرًا.
يتعلم الأولاد كيف يكونون رجالًا من آبائهم؛ ونماذج أخرى يختارون تقليدهم، فكّر في أنه سيكون ابنك؛ أبًا ذات يوم: هل تريد رؤيته ينتقد أحفادك أو يصاب بالإحباط منهم؟ أعتقد أن آخر شيء يريده أي أب هو إعادة النظر في حياته والندم لأنه لم يكن أكثر انسجامًا مع ما يحتاجه أطفاله عندما كانوا يكبرون.
دع ابنك يعرف أنك تحاول معرفة ما يمكنك فعله لمساعدته لأنه في نهاية اليوم، هذا هو أكثر ما يحتاجه منك، حبك وتفهمك غير المشروط، خاصة عندما يكافح أكثر، هو ما سيساعده على أن يصبح نوع الرجل الذي تتمنى أن يصبح عليه.