القاهرة 23 فبراير 2021 الساعة 09:43 ص
بقلم: د .هبة سعد الدين
بوفاة المطرب على حميدة مؤخرًا عاد التساؤل للظهور.. هل نجاح عمل ما يعد لعنة تطارد صاحبه مهما قدم؟ لقد كانت "لولاكي" جديدة فى الكلمة واللحن والتوزيع الموسيقي، لذلك بيعت منها 6 ملايين نسخة واعتُبر هذا الرقم قياسيًّا فلم يسبق أن وصل إليه ألبوم غنائي، كل ذلك جعل على حميدة مهما قدم من أغان لايراه جمهوره سوى في لولاكي! وكانت في ذات الوقت سر كارثته المادية نظرًا لمطالبة الضرائب له بالملايين مما اضطره للعودة مرة أخرى كما بدأ فقيرًا!
لعنة "لولاكي" المادية والفنية التى طاردت علي حميدة لم تكن الوحيدة في عالم الفن، ولم تكن الصورة التقليدية لنجاح أغنية أو عمل ما، فهناك أعمال سينمائية كانت بصورة ما "لعنة" على صناعها فقد كان النجاح غير المتوقع والمتفرد عبئًا عليهم وحاصر اختياراتهم وقد يكون ذلك النجاح سهمًا أصاب إبداعاتهم.
هكذا كان فيلم "سهر الليالي" الذى حصد حوالى 11 مليون جنيه إيرادات، وهو رقم ضخم للغاية وقتها على كاتبه تامر حبيب الذي رغم نجاحاته التي توالت أحس أنه سيصير عاطف الأشموني تلك الشخصية المسرحية التي أداها محمد عوض في مسرحية "جلفدان هانم" وصار مجذوبًا بروايته حتى أنه طوال فترة لا يقول سوى "أنا عاطف الأشموني مؤلف الجنة البائسة" وكأنه في صراع مع ذلك النجاح كما قال، ومخرجه هاني خليفة الذي عاد بفيلم "سكر مر" بعد اثني عشر عامًا فبحث جمهوره عن "الليالي" وكأن ذلك ما أبعده عن السينما ليكتفى بالدراما التليفزيونية!
وربما كان كذلك فيلم "بحب السيما" لأسامة فوزي الذي سبقه "عفاريت الأسفلت" ثم "جنة الشياطين" بنجاحات معتادة لمخرجه صاحب المشوار الإبداعي القصير ليأتي بعده "بالألوان الطبيعية" ليتساءل جمهوره أين أسامة، هل يكون نجاح العمل ببريق خاص عبئًا على المبدع لدرجة تجعله يبحث عما هو أفضل من "ذلك العمل" فيتوه ويدور حول ماضيه وقد يسيء الاختيار؟
المفارقة أن نجاحات تلك الأعمال جاءت بصورة مفاجئة وغير متوقعة، فالصعوبات الكثيرة التي واجهها "سهر الليالي" سواء إنتاجه وعرضه ومجموعة النجوم الذين كانوا مجرد شباب وفكرة البطولة الجماعية التي كانت بعيدة عن الواقع السينمائي، فهذه الفترة كانت مليئة بالبطولات الفردية التي كانت بصورة ما سينما فلان، هذا الفلان هو الممثل النجم أو الممثلة النجمة وقد يكون المخرج أو البطولات الثنائية، لذلك فتواجد مجموعة من الشباب ومعهم مؤلف ومخرج شاب لم تكن سوى "مغامرة" خشاها المنتجون ونجحت وأصبح نجاحها عبئًا على صانعيها!
وكذلك "بحب السيما" الذي كان مغامرة في قصته ومشاركة نجومه واعتراض الكنيسة والكثير من التفاصيل التى جعلت عرضه صعبًا؛ ليكسر كل التابوهات! ترى هل النجاحات المفاجئة غير المتوقعة والتي تتجاوز المنطق يمكن أن تتحول إلى اللعنة!