حاورتها: إنجي عبد المنعم
"يوستينا فهمي".. إحدى فنانات النحت الشابات والتي تسعى دائمًا للتجريب سعيًا لإظهار كتلة نحتية مميزة ذات تلخيص وبساطة تجذب المتلقي.. تتميز منحوتاتها بالإيقاع الحركي الذي يكمن في الجسم البشري والأشكال الهندسية وخلق علاقات جمالية بينهما، أيضا الإيقاع الحركي بين الكتلة والفراغ واللون لتكوين حيز افتراضي من الحركة.
الفنانة الشابة مواليد الإسكندرية 1990، درست النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية وتخرجت في 2011 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. حاصلة على درجة الماجستير في النحت 2017. وعملت معيدة بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية 2011: 2012 وحاليا تعمل بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
شاركت فهمي في العديد من المعارض والفعاليات الفنية في القاهرة والإسكندرية والغردقة والسعودية، منها: معرض جائزة آدم حنين للنحت دورات 2017، 2018، 2019، 2020، 2021م، صالون الشباب من 2016 إلى 2021 بقصر الفنون، معرض مؤسسة فاروق حسني 2021، صالون النحت الثاني بقصر الفنون 2018، أتيليه القاهرة 2017، أتيليه جدة - المملكة العربية السعودية 2017، المركز الثقافي الروسي ومعرض أجندة بمكتبة الإسكندرية من 2016 إلى 2019، جاليري نوت من 2017 إلى 2021 وغيرها من المعارض. حصدت العديد من الجوائز والشهادات، منها: الجائزة التشجيعية لمؤسسة آدم حنين للنحت، كما أقامت العديد من الورش والدورات الفنية لمختلف الأعمار تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة وأتيليه الإسكندرية. ونالت شهادات تقدير من الهيئة العامة لقصور الثقافة وجائزة آدم حنين ومركز سفينة الثقافي. ولديها مقتنيات بنك cib، جاليري أوبينتو، جاليري ضي ومقتنيات خاصة.
<<مصر المحروسة>> التقت يوستينا فهمي وأجرت معها هذا الحوار:
• بداية تشاركين بصالون نوت.. فماذا يمثل لك مشاركتك بالصالون؟ وماذا عن العمل المشارك؟
- لم تكن تلك المشاركة هي الأولى، فتعد مشاركتي هذا العام هي الرابعة. وأعتز بشدة بالعرض في جاليري نوت.. وهو صالون سنوي يجمع بين النحاتين من مختلف أنحاء الجمهورية ومختلف الأجيال مما يجمع رؤى وأفكار وثقافات وتقنيات وخامات مختلفة.
• دائما يلعب عنصر الإيقاع الحركي دورًا ملحوظًا منذ تخرجك الأكاديمي.. فما طبيعة العمل المشارك في الصالون هذا العام؟
- عملي المشارك من خامة البرونز هو عبارة عن قطعتين تجريديتين يمكن رؤيتهما بأكثر من رؤية واتجاهات مختلفة، وهو يجمع بين الشكل الهندسي والجسم البشري بإيقاع حركي به انسيابية ونعومة.
• ما هي الموضوعات التي تتراءى لكِ في منحوتاتك؟
- تتميز منحوتاتي بالإيقاع الحركي التصميمي منذ مشروع تخرجي.. للنحت الروماني واليوناني أثر واضح وملموس على تجربتي وكذلك علاقات المعابد بالنحت، فقمت بتجسيد المعابد بالشكل الهندسي.. والنحت يكمن في الجسم البشري في مرحلة أخرى من الماجستير حيت النحت المتحرك kinetic sculpture وهي الحركة الديناميكية الفعلية وكيفية دمجها مع إيقاع التصميم ثم إلى الأكثر تجريدية حيث الاختزال حسب رؤيتي الفنية.
وفي الفترة الحالية يظهر تأثري بالمدرسة السريالية حيث الابتعاد عن الواقع والاقتراب أكثر للتحليل النفسي والعقل الباطن بصورة يقبلها المنطق.
• ما الذي أغراكِ بالنحت، ودفعك إليه؟
- حين كنت طالبة بالكلية قمت بنحت سيدة سمينة والعمل لاقى إعجاب الأساتذة وخاصة دكتور درويش البراوي رحمه الله أستاذ المادة وقتها.. فمن هنا بدأ شغفي بتحويل الأفكار من المنحوتات ثنائية الأبعاد إلى ثلاثية الأبعاد وكيفية اختراق الفراغ وبناء كتلة غير متواجدة إلا في مخيلتي.
• بمن تأثرتِ من النحاتين؟
- جيكومتي بيريني، جيريكو، بيكاسو، هنري مور، كالدر، نعوم جابو، جان تانجلي، بول بيري، ومن المصريين: محمود مختار، جمال السجينى.
• بأي خامة تجدين نفسك؟ ولماذا؟
- الطين الأسواني وأحيانًا الفوم ثم يتم عمل نسخة بوليستر أو يتم سبكه بالبرونز. ولكنني أفضل الطين الأسواني لأنه خامة لينة سهلة التطويع تكمل رؤيتي للعمل بسهولة وانسيابية.
• ما الصعاب التي تواجهك مع الخامة؟ وكيف تتغلبين عليها؟
- الإخراج النهائي للمنحوتة؛ لما تحتاجه من مجهود في الصنفرة والمعجون في البوليستر.. وذلك لإخراج العمل النحتي بصورة لائقة. وأيضا البرونز وما يحتاجه من تنعيم وصقل السطح وإزالة العيوب الناتجة عن السباكة.
• لكل فنان رسالة وقضية يؤمن بها ويناضل من أجلها، ما هي القضية التي تؤمنين بها وتحاولي إيصالها من خلال فنك؟
- الفن يرقى بالإنسان والمجتمع؛ حيث إن كل فنان يقع على عاتقه مسئولياته تجاه وطنه، حيث الارتقاء بأفكار وآراء وإبداعات الجيل الصاعد. والأخذ بيد الأطفال والمتلقي إلى آفاق فكرية وثقافية وإبداعية. ووصول الفن إلى كل فرد في المجتمع. وخاصة الأطفال لأنهم هم أساس المستقبل للنهوض بمجتمع سليم خال من الآفات.
• هل استفاد فن النحت من التقنيات الحديثة، بحيث تجاوز أساليبه التقليدية القديمة؟
- بالتأكيد التقنيات الحديثة أسهمت في توفير الوقت والجهد فهي بمثابة الصنايعي المحترف تحت يد الفنان مثل ماكينات الراوتر والليزر؛ لأنه يمكن تقطيع أي خامة بمنتهى السهولة ويكون القطع كما يجب أن يكون، وأيضا يمكن تصميم القطعة النحتية على الكمبيوتر ويمكن نحتها على ماكينة الراوتر.