القاهرة 21 فبراير 2021 الساعة 01:58 م
كتبت: إنجي عبدالمنعم
عبد الدايم : ثروت عكاشة صنع استراتيجيات تكاملية ادت لنهضة ابداعية والاحتفالات بمئويته مستمرة طوال 2021
اطلقت الفنانة د.إيناس عبد الدايم وزير الثقافة فعاليات الاحتفالات بمئوية د. ثروت عكاشة أحد أهم رواد الثقافة المصرية ووزيرها الأسبق، والتي تتواصل طوال العام الجارى، واستهلت بحفل لأوركسترا القاهرة السيمفوني أقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية برئاسة د. مجدي صابر وذلك بحضور السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الدكتورة درية شرف الدين رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب ونجلا الراحل محمود ونورا وشقيقة د.أحمد عكاشة، المفكر السياسي د.مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، وعدد من أعضاء مجلس النواب وقيادات وزارة الثقافة.
قالت عبد الدايم إن الراحل د.ثروت عكاشة فارس الثقافة يمثل وجها جميلا لمصر وعبقرية خالدة أعادت صياغة وجدان المصريين باعتباره أحد أهم رواد الثقافة في العصر الحديث والذى ستظل إنجازاته علامات مضيئة فى تاريخ الإبداع، فهو من أدرك بعمق أهمية الإبداع في استكمال بناء الحضارة فحرص على تاسيس كثير من الهيئات التنويرية مثل المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ( المجلس الأعلى للثقافة حاليا) ، الهيئة العامة للكتاب، دار الكتب والوثائق القومية ، أكاديمية الفنون بمعاهدها الفنية المتخصصة، وأسس أوركسترا القاهرة السيمفوني وفرق الموسيقي العربية، السيرك القومي ومسرح العرائس ، كما أنشأ قاعة سيد درويش، ووجه اهتمامه للآثار المصرية حيث وضع الأساس لمجموعة متاحف هي من أعظم المتاحف للآن، كما بدأ تقديم عروض الصوت والضوء وكان له دور وطني بارز من خلال إقناع المؤسسات الدولية في العمل على إنقاذ معبدي فيلة وأبوسمبل والآثار المصرية في النوبة حفاظًا عليها من الضياع أثناء بناء السد العالي.
وتابعت إن الراحل الدكتور ثروت عكاشة قصة إبداع جديرة بالتأمل خاصة وإنه لم يكن أحد أبطال ثورة يوليو ويجيد فقط التعامل مع السلاح والخطط الحربية وإنما مفكر موسوعي، ومبدع موسيقي وفنان تشكيلي وأديب مفوه، وجميعها جعلته واحداً من أهم مشاعل التنوير عبر تاريخنا المصري العريق هذا الى جانب الوقار والإنسانية والقدرة على القيادة وعمق الرؤية ، فقد شاءت الاقدار ان يحمل على عاتقه اعادة تشكيل وعى المجتمع بعد يوليو 1952 وبناء شخصيات قادرة على إدراك أهمية الفكر والفن فى تأسيس وطن جديد ولذلك عمل على إرساء دعائم السياسات الثقافية ذات المنهجية الواضحة ونجح في صنع استراتيجيات تكاملية أدت لنهضة إبداعية عظيمة.
واستعرضت برنامج احتفالات وزارة الثقافة بمئوية د.ثروت عكاشة والتى تستمر طوال عام 2021 وتشمل مؤتمراً بعنوان "ثروت عكاشة.. فارس الثقافة المصرية" بالمجلس الأعلى للثقافة في أبريل، مؤتمراً بالمركز القومي للترجمة في أكتوبر لمناقشة ما ترجمه الراحل من أعمال، مجموعة من الندوات المتنوعة التي تتناول سيرة د.ثروت عكاشة من أهمها ثروت عكاشة بين الثقافة والسياسة - دور ثروت عكاشة في إنقاذ معبد أبو سمبل - مؤسسات وزارة الثقافة التي انشاها ثروت عكاشة وغيرها وتعقد في المجلس الأعلى للثقافة ومختلف قصور الثقافة بالمحافظات ، احتفالية خاصة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ، اطلاق جائزة ثروت عكاشة لترجمة الفنون السمعية والبصرية من اللغة العربية وإليها، تنظيم معرضاً مشتركاً بين قطاع الفنون التشكيلية والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في اوائل شهر إبريل يتناول مجال الفن التشكيلي في فترة ثروت عكاشة ويصاحبه عرض لمجموعة من المستنسخات لوثائق هامة في تلك الفترة ، اصدار الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية والهيئة المصرية العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة الكثير من المطبوعات عن الراحل ، احتفالية كبري في أكاديمية الفنون لجيل كبار العازفين والفنانين الذين عاصروا فترة الدكتور ثروت عكاشة ، احتفالية كبري في معبد ابو سمبل خلال شهر سبتمبر بالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات ، كما يقوم صندوق التنمية الثقافية بتقديم فيلم وثائقي للفنان حسين بيكار يدور حول توثيق خطوات نقل معبد ابو سمبل في شهر ابريل واحتفالية كبرى ينظمها قطاع الانتاج الثقافى تقام فى مسرح البالون، كما سيتم عرض الحلقات التي رواها الراحل تحت عنوان "عين تسمع واذن ترى" بالتعاون مع مؤسسة الشروق برئاسة الاستاذ ابراهيم المعلم وقدمت الشكر لمؤسسة الشروق على هذه المشاركة.
وأكدت وزيرة الثقافة إن العبقرية التي امتلكها د.ثروت عكاشة كمفكر عظيم، وكذلك سماته الشخصية المتفردة فضلاً عن مواهبة الإبداعية المتعددة، جميعها عوامل ساهمت في صنع ثقافة مصرية خالصة تستند الى الهوية الوطنية وتعتمد على أسس من الوعي الفكري المستنير وقالت ان الاحتفال بمئوية هذا العملاق يعد ملحمة نبحر خلالها في إسهاماته الثرية التى شكلت مضمار العمل الثقافي وننهل من فيض إبداعاته وأفكاره، وقدمت التحية إلى روح د.ثروت عكاشة صانع نهضة الثقافة فى مصر وصاحب الإنجازات العريقة على صعيد البنية المؤسساتية الثقافية والتي ستظل شاهداً على إخلاصه وعطاءه إلى الأبد .
كما كرمت وزير الثقافة اسم الدكتور ثروت عكاشة حيث سلمت درعا تذكاريا خاصا بالاحتفال بمئوية الراحل لابنته د.نورا امتنانا وعرفانا بعطاءاته الخالدة في تاريخ الثقافة المصرية .
من جانبه وجه د.أحمد عكاشة الشكر والتحية لوزارة الثقافة والوزيرة د.إيناس عبد الديم على الاحتفال بمئوية ميلاد د.ثروت عكاشة من خلال برنامج متنوع ، واوضح أن الراحل كان مثقف موسوعي ينظر للثقافة والفنون بنظريته الخاصة التى تعتمد على أن العين تسمع والاذن ترى مشيرا إلى أنه العسكري الذي امتزجت ابداعاته في الكتابة بين الرومانسية والواقعية حيث اتسم بالعديد من السمات المتنوعة منها الانضباط وحرية تذوق الثقافة والفنون، الصرامة والمرونة، الانعزال والانبساطية في التعامل، وكان محب للفكاهة على العكس من تجهم كان يظنه البعض فيه، ومدمن للمعرفة، ويألف نشوة الانجاز والبعد عن الإعلام والخجل، واشار أن الراحل ترجم اول كتاب له في سن 22 عاما، وتميز بأسلوب خاص في الكتابة حيث أطلق عليه الفنان حسين بيكار لقب مايسترو ثقافة العين والاذن وصاحب دقة التعبير واناقة العبارة َورشاقة الكلمة ونبل المذاق ووصفه كحقل معجمي عريق.
ووجه د.مصطفى الفقي الشكر لوزيرة الثقافة على اهتمامها الكبير باقامة فعاليات للاحتفال بمئوية الراحل الكبير، مؤكدا بأنه كان ولايزال يمثل قيمة كبرى ورائدا لاينسى في تاريخ الثقافة والحياة المصرية، وليس اروع من أن تعتبره منطمة اليونسكو أحد العلامات المضيئة في صون الآثار والتراث المصري باسهاماته في انقاذ اثار النوبة ـباتصالاته الدوليةـ من الضياع أثناء بناء السد العالي وبما لايتعارض مع متطلبات التنمية آنذاك، واضاف أن الراحل الكبير ارتبط كثيرا بمصر الثورة والرئيس الراحل عبد الناصر ارتباطا وثيقا كمفكر كبير ومبدع بارع ومثقف يتسم بعمق الوعي الثقافي، فهو الرجل الذي قال "العين تسمع والاذن ترى"، وتذكر الفقي العديد من المواقف الدالة على تحلي الراحل الكبير بصفات الأمانة والانضباط فكان يعطي كل شيء حقه ويحترم الجميع، فكان موسيقي وفنان تشكيلي وعالم موسوعي ومثقف رفيع الشأن واكد بأن اسم الراحل الكبير سيظل كما كان علامة فارقة في تاريخ الثقافة المصرية كما سيبقى متألقا بين الأجيال الجديدة بعمق ثفافته وابداعاته على الصعيدين المحلي والدولي كذلك.
وكان الحفل قد بدا بفيلم تسجيلى استعرض انجازات الدكتور ثروت عكاشة وجهوده فى تاسيس الكثير من الهيئات الثقافية ودوره فى انقاذ الاثار المصرية ثم قدم اوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي ومشاركة كورال أكابيلا مقتطفات من أشهر الأوبرات التي كتبها الموسيقار العالمى فاجنر وكان يعشقها ثروت عكاشة منها تريستان وإيزوالدا، الهولندي الطائر، اساطير الغناء من نورمبرج ، لوهينجرين ، تانهاوزر الى جانب افتتاحية احتفالية لقائد الحفل المايسترو احمد الصعيدى.