القاهرة 18 فبراير 2021 الساعة 09:37 ص
ما الذي حدث في مجتمعنا المصري خلال نصف قرن؟ سؤال واسع يحتاج إلى مجلدات للإجابة عنه؛ أعلم ذلك، ولكن تعالوا معا نمسك بطرف خيط لما طرأ على هذا المجتمع من مدخل "الضمير"؛ علنا نصل لإجابة.
بداية؛ يعد "الضمير" بحسب تعريفه هو عبارة عن قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صواب، أو التمييز بين ما هو حق وما هو باطل، ومن هذا التعريف نتساءل هل ما زال ضمير المصريين بخير وفي كامل يقظته، أم أصابه من التشويش ما جعله منزوع الصلاحيات ومعطل عن تحقيق كل ما هو خير وجميل ونبيل؟! للإجابة عن ذلك أترككم مع بعض القضايا الاجتماعية التي لازماتنا طوال نصف قرن دون باقي المجتمعات؛ منها قضية الزيادة السكانية؛ وأن متوسط عدد أفراد الأسرة المصرية من 3 إلى 4 أفراد بنسبة وصلت 50،7%؛ في رأيكم هل يستطيع رب الأسرة أن يغطى النفقات كافة ل 3 أو 4 أفراد على مستوى التعليم والصحة والتثقيف بل وعلى مستوى الترفيه في ظل تراجع الأوضاع المعيشية التي يعاني منها؟! هذا سؤال.
السؤال الثاني؛ هل من الضمير أن تصل نسبة العشوائيات في مصر 50%، السؤال الثالث هل من الضمير انتشار أغنيات المهرجانات التي تقدم فى مجملها منظومة من القيم الغريبة عن مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية والأفريقية والإسلامية والمسيحية السمحة؟!..
لنتأمل هذه الأسئلة ونراجع أنفسنا مرة أخرى ونبحث معا عن ضميرنا الجمعي اليقظ التواق للخير والمحبة والعدالة والجمال؛ ولنبدأ في تصحيح مسارنا متطلعين نحو مستقبل أفضل لمجتمعنا ولوطننا.
ننتقل معا من سؤال "الضمير" لسؤال الهوية؛ ولعل الإجابة عن هذا السؤال نجدها عند التأمل في إحصائيات البحث عن كلمات بعينها من قبل المستخدمين لمحركات البحث في مصر؛ مثل كلمات "الجنس، الثقافة، التحرش"؛ ونحاول معا أن نجد علاقة ارتباطية بين الثلاث كلمات؛ ببحث سريع عن أكثر عمليات البحث عبر محرك البحث الشهير "جوجل" خلال 30 يوما عن الثلاث كلمات؛ يتبين لنا أن عمليات البحث عن كلمة "جنس" تأتي في صدارة العمليات بواقع 27 محافظة تبحث عن ذلك عبر "جوجل"، يليها عمليات البحث عن كلمة" تحرش" بواقع 23 محافظة تبحث عن الكلمة، ثم تأتي عمليات البحث عن "الثقافة" في الترتيب الأخير بواقع 15 محافظة؛ من بينها عمليات بحث عن كتب "الطبخ"!
ما دلالة ذلك؟ الدلالة هنا تتمثل في ربط عمليات البحث عن الثلاث كلمات بالواقع؛ سيتبين لنا أن المحافظات الأكثر بحثا عن كلمة"الجنس" هي أكثر المحافظات التي تعرضت لعمليات تحرش، والعكس؛ وهو ما يتطلب البحث عن أسباب ذلك؛ ومن ثم تحليله وترجمته عبر برامج توعوية لمواجهة هذه الظواهر التي ترتبط في مجملها بمتغير التكنولوجيا وانتشاره دون أن يصاحبه نشر ثقافة المواطنة الرقمية في مجتمعنا المصري؛ وهي ثقافة تحث على التعامل مع إيجابيات التكنولوجيا والحد من سلبياتها ومخاطرها؛ وللحديث بقية.