القاهرة 31 ديسمبر 2020 الساعة 03:04 م
كتبت: إنجي عبد المنعم - تصوير: إسلام فاروق
تعد مسرحية "الوردة والتاج" للمؤلف الإنجليزي "جي بي بريسلتي"، من أشهر المسرحيات التي تجسد حالة اليأس لساكني لندن 1950، وتقدم الليلة لجمهور المهرجان من إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، وهو العرض الفائز بالمركز الأول في مسابقة "العروض المصرية الحية" في الدورة السابعة والعشرين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يقوم بالتمثيل: نغم صالح، محمد محسن، جنا صلاح، سام عادل، ميرال شفيق، محمود زيزو، محمد الدسوقي، جنا صلاح، أزياء منة محمد من ديكور محمود هاشم، إضاءة وليد درويش، والمسرحية دراماتورج ياسر أبو العنين وإخراج إبراهيم أشرف.
وأوضح المخرج أن عرض "الوردة والتاج" يجسد حالة اليأس والإحباط التي انتابت الكثير من مواطني أوروبا بعد الدمار الشديد الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، إذ تجتمع مجموعة مختلفة الأعمار في حانة متذمرين من واقعهم البائس والوحدة الباردة التي يعيشون في ظلالها.
وأضاف "أشرف" أن العرض يحمل في طياته الكثير من الهموم، ورغم كل هذه الكآبة التي تسود شخصياته فإنها مغلفة بالأمل، الذي يقودنا لأن ننظر دائما للجانب الأفضل من الحياة، وما شغلني أثناء الإعداد أن أقدم العرض ببطولة جماعية لتكون جميع الشخصيات متساوية ومتزنة في المساحة والبناء، فالعمل الجماعي يبرز الرسالة المرجوة منه، وتولدت الروح الطيبة التي سادت كواليس العرض، وكان الاهتمام والجدية أحد أبرز أسباب نجاح للعرض، وأعرب عن سعادته بالمشاركة لأول مرة بالمهرجان القومي للمسرح ومنافسة عروض أخرى جيدة في ظل الظروف الراهنة بعد "جائحة كورونا".
وقالت "نغم صالح": أقوم بدور "ريد" المطربة المشهورة التي توقفت عن الغناء بسبب حادثة أثناء إحدى حفلاتها فقدت خلالها صوتها وشهرتها فأصبحت مكتئبة لعدة سنوات، وكنت لأول مرة أقدم أغنية أجنبية بالمسرح، وقد قمت بالتدريب عليها بشكل يومي لمدة شهرين، وخاصة التدريب على نطق الكلمات بشكل سليم، وقمنا باختيار أغنية أجنبية لكي تتناسب مع طبيعة العرض الذي يقدم عن المجتمع الإنجليزي وبحثنا جيدا لتكون ملائمة كذلك للحالة النفسية للدور الذي أقدمه، وكان الأكثر جهدا هو العمل على خلق الاختلاف بين مرحلتي العمرية أثناء تأديتي الأغنية في سن الـ25 وبين مرحلتي العمرية التي أكمل بها بقية العرض في سن ال45، وكنت أحاول أن أخلق تفاصيل مختلفة لإبراز الشخصية وتطورها.
وقال "محمد محسن": أقوم بدور "ستون" وهو سباك يعمل طوال الوقت ويعاني من روتين الحياة، وحالة الكآبة والعزلة التي يكابدها، وعن مشاركته بالمهرجان القومي للمسرح ذكر أنه أهم مهرجان مسرحي بمصر ومشاركتي به بمثابة داعم حقيقي لي، وقد حصلت على العديد من الجوائز بالكويت والمغرب ومصر وأتمنى أن أحصل على جائزة أفضل ممثل صاعد بالمهرجان القومي.
فيما قال مصمم الديكور "محمود هاشم": بعد قرار المخرج بتقديم العرض التقينا وطرح عليّ رؤيته الإخراجية، ثم قمت بعد ذلك بقراءة النص المسرحي والتقينا مرات أخرى وحضرت العديد من بروفات العرض ودونت ملاحظاتي لحركة للممثلين وأخذها في الاعتبار عند تخطيطي لتشكيل الديكور، وقبل البدء في تصميم الديكور قمت بالبحث والقراءة عن تشكيل المكان الدرامي بالعرض في زمن أحداث العرض في الخمسينيات بلندن ليكون مناسبا لحالة العرض والزمان والمكان لدراما العرض، وأوضح هاشم أن الديكور ليس بالمشهد الجمالي فقط بل بالالتزام بتفاصيل النص شكلا ومضمونا، ولذلك دائما في تصميم المشاهد أوجه تركيزي على الزمان والمكان، وقد قمت بتشكيل الحانة في منطقة فقيرة على البحر، مريديها من الطبقة المتوسطة والفقيرة، وتخيلت أن صاحبها يزينها بالسفن والمراكب القديمة ويستخدم الموتيفات في ديكور الحانة، مثل عجلة قيادة السفينة مثلا (وويل) استخدمتها لتنفيذ فتحة الشبابيك نفسها وعلى بانوهات الديكور بشكل مختلف، غير الشبابيك لإيحاء الجمهور أن مقرها على البحر، كما استعنت بشبك الصيد من السفن المتهالكة ووظفته في الديكور ووظفت نوع شبك آخر لعمل مخزن لصناديق البيرة أو النبيذ الفاخر المعروف في ذلك الوقت، واعتمدت على تنوع الاضاءة لتشكيل الديكور في إحدى المناظر واللقطات لإحداث نوع من لفت نظر الجمهور وتركيزهم.
وشهد العرض حضور لجنة التحكيم المكونة من دكتور أسامة أبو طالب، الفنان جمال عبد الناصر، الفنان محمد أبو داوود، والكاتب وليد يوسف، والدكتور صبحي السيد، والدكتور عاطف عوض، والفنان منير الوسيمي، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية وقواعد التباعد الاجتماعي كافة.
يذكر أن فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، تقام في الفترة من 20 ديسمبر 2020 إلى 2 يناير 2021، وتحمل اسم دورة "الآباء"، ويحتفل المهرجان خلالها بمرور 150 عاما على المسرح المصري، بمشاركة 29 عرضا مسرحيا.