القاهرة 29 ديسمبر 2020 الساعة 11:55 ص
بقلم : د. هبة سعد الدين
رغم أن السينما المصرية بدأت مبكراً منذ عام 1945 بفيلم "سفير جهنم" كنموذج متطور ومتجاوز لعصره فى هذه الفترة للرعب المتمثل فى ظهور الشيطان، والذى تلاه عام 1955 فيلم "موعد مع إبليس" الذى اكتفى مثل سابقه بحالة الرعب وما وراء الطبيعة التى لا يوازيها إلا لقاء الشيطان، وتوالت بعدها الأفلام التى تأتى به كبطل يحرك الأحداث ويغير المصائر فى عدة أفلام لتأتى "اللعنة" أو لقاء الشيطان واقتصرت على مدى سنوات على ذلك الجانب الذى قد يهبط نحو عالم "الجن"؛ الذى تطور مؤخراً بصورة ما من خلال فيلمى "الفيل الأزرق" بجزءيه اللذين يعدان الفيلمين الوحيدين اللذان استطاعا أن يحققا الصدارة فى شباك التذاكر من خلال "الفكرة" التى واكبها "تنفيذ" قادر على المزج ما بين كافة جوانب المعادلة، ومن ثم الوصول للمرة الأولى فى السينما المصرية لشباك التذاكر من خلال جانب من الرعب والإثارة.
المفارقة أن عامي 2019 و 2020 شهدا للمرة الأولى عودة بصورة أكبر كماً وكيفاً لتلك النوعية من أفلام الرعب والإثارة من خلال أفكار وتقنيات وعرض عبر المنصات؛ لنرى للمرة الأولى فيلم "الحارث" الذى يعد فى حد ذاته تجربة خاصة كفكرة ووسيلة عرض من خلال المنصات، وفيلم "فيروس" الذى صور بأحدث كاميرا وهي 8kلكنه فشل فى الاستمرار فى دور العرض السينمائي فى ظل ظروف كورونا، ثم فيلم "122" (صلاح الجهينى/ ياسر الياسرى) الذى استخدم تقنية 4D ، واستطاع حصد 10 ملايين فى بداية العرض.
وفى الانتظار أفلام "موسى" لبيتر ميمي الذى يقدم أول قصة روبوت في السينما العربية يخرج عن السيطرة طوال الأحداث، وفيلم "خان تيولا" لوسام المدني، الذى يعود إلى الأربعينيات، وفيلم يوم 13 أو القصر الملعون لوائل عبد الله، الذى يدور حول قصر ملعون ومشكلاته التى ليس لها حل. ومن المقرر أن يأتى بطفره جديدة ومختلفة على مستوى الصورة والديكورات والتقينات ، ثم فيلم "ريما" )أحمد أنور/ معتز حسام) و"التهويدة" لطارق العريان، الذى من المفترض أن يأتى برعب جديد على السينما المصرية..
كل هذه الأفلام تطرح السؤال حول هذا الكم من الأعمال والكيف الذى جاء بأفكار جديدة وتكنيك وتكنولوجيا متطورة على السينما المصرية، فهل يصبح كل ذلك درجة من التطور فى الصناعة ككل أم موجة ورد فعل تجاه الواقع الذى فرضته كورونا والاحتياج لشيء مختلف؟
تاريخ الرعب والإثارة فى السينما المصرية محدود ولا يتجاوز العشرة أفلام، فى الوقت الذى يأتى عاما 2019 و2020 بثمانية أفلام ما بين العرض وانتظاره، نظراً لظروف كورونا كلها فى إطار مختلف على السينما؛ خاصة أن بعض التجارب الحديثة نوعاً ما مثل "كامب" و "شارع 18" صاحبها صعوبات إنتاجية، فهل تأتى تلك الأفلام بالجديد؟