القاهرة 22 ديسمبر 2020 الساعة 10:34 ص
امتلأَ المكتبُ بقِطَعِ الورقِ البيضاءِ النظيفةِ. وذاتَ يومٍ اقتربَ قلمٌ من ورقةٍ ، وكتبَ عليها كلماتٍ عديدةً، ورسمَ بجوارِ الكلماتِ كثيرًا من الرسومِ. قالَتِ الورقةُ فى ضيقٍ للقلمِ: "لماذا فعلْتَ بى كلَّ هذا ؟! لقد جعلْتَنى أتَّسِخُ بهذه الخطوطِ السوداءِ ! إنكَ أتْلَفْتَنى إلى الأبدِ".
أجابَها القلمُ: "بل أنا كسَوْتُكِ بالكلماتِ والرسومِ.. لقد أصبحْتِ الآنَ رسالةً. إنكِ تحافـظـيـنَ الآنَ على فكرِ الإنسانِ وخيالِهِ.. لقد أصبحْتِ شيئًا ثمينًا".
لم تُصدِّقِ الورقةُ كلامَ القلمِ.
لكــنْ بعــدَ فتــرةٍ قصيــرةٍ، جاءَ شخصٌ لِيُرتّبَ الأشياءَ الموضوعــةَ على المكتــبِ، وجمعَ كلَّ الأوراقِ المتفرقةِ لِيُبعِدَها ، لكنه تَنبَّهَ فجأةً إلى الورقةِ التى ملأَتْها الخطوطُ السوداءُ ، فأخرجَها من بينِ الأوراقِ التى سيبعدُها، وأعادَ وَضْعَها فى مكانٍ ظاهرٍ بحيثُ تسهلُ رؤيتُها، وكتبَ فوقها بالقلمِ الأحمرِ: "هامٌّ جدًّا.. تُنشَرُ غدًا فى الصفحةِ الأولى!!"
ثم ألقَى بباقى الأوراقِ فى سلةِ المهملاتِ.