القاهرة 17 ديسمبر 2020 الساعة 09:41 ص
في العام الميلادي 2018 أجرت جامعة مونماوث الأمريكية استطلاعا للرأى، كانت نتيجته أن 77 % من المستطلعين يعتقدون أن وسائل الإعلام التلفزيونية والصحف التقليدية الكبرى تتحدث عن "أخبار كاذبة".
اليونسكو فى أحدث تقاريرها، فرقت بين ثلاثة أنواع من المعلومات المضللة، الأول عرفته بـ"الأخبار المضللة عن عمد" وهي التي تستهدف الإضرار بالحكومات، والمؤسسات، والأفراد عن عمد، وبين ماعرفته بـ"الأخبار المضللة" التى تهدف الى تقديم غير الحقيقة ولكن ليست عن عمد، وبين ما عرفته بالمعلومات الخاطئة وهي المعلومات التي تستند إلى الواقع، وتستخدم لإلحاق الأذى بشخص أو مجموعة اجتماعية أو منظمة أو دولة..
وحقيقة الأمر أن ما نتعرض له عبر مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات مضللة سواء كانت عن عمد أو غير أو معلومات خاطئة يكبد مجتمعاتنا العربية بشكل عام خسائر اقتصادية كبري، وهو ما يتطلب بعض التشريعات التى تقنن مسالة تلقى ما نتعرض له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة الى استخلاص مدونة سلوكيات يتم تقديمها لجمهور مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر عرضة لها خاصة وأن القارئ العربي أصبح يعتمد عليها كمصدر للأخبار.
عام 2019 أجرت شركة الأمن السيبراني CHEQ بحثًا مع جامعة بالتيمور الأمريكية، كانت من أبرز نتائجه أن تكلفة الأخبار المزيفة عبر الإنترنت تكلف الاقتصاد العالمي الآن 78 مليار دولار سنويًا، ويقدر التقرير الذي يحلل التكلفة الاقتصادية المباشرة للأخبار المزيفة أن الأخبار المزيفة ساهمت في خسارة قيمة سوق الأسهم بنحو 39 مليار دولار سنويًا.
كما صنف المنتدى الاقتصادي العالمي الذي صدر في عام 2018، انتشار المعلومات المضللة والأخبار المزيفة ضمن أكبر المخاطر العالمية في العالم.
في 15 فبراير 2020، قال مارك زوكربيرج، المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة فيسبوك أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، أنه وظف أكثر من 35 ألفًا لمراجعة المحتوى الموجود على المنصة، وتطبيق معايير الأمن، باستخدام تكنولوجيا صُنعت خصيصًا لمواجهة نشر المعلومات المضللة.
وأكد "مارك" أنه يجب تقنين المحتوى الإلكتروني الموجود على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه الوسائل -مثل فيسبوك وتويتر وجوجل- واجهت ضغوطًا كبيرة في مواجهة الحكومات والأحزاب السياسية وغيرها والتى تستخدم هذه المنصات لنشر أخبار كاذبة ومضللة!.
أخيراً؛ وبعد أن اطلعنا على عينة من الدراسات، والتقارير الدولية التى ترصد تداعيات فيروس المعلومات المضللة المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام؛ و التى تستهدف دولا وأنظمة واقتصاديات فى إطار حروب الجيل الرابع، والخامس المستعرة، يجب أن تخضع وسائل التواصل الاجتماعي طوال الوقت للنقاش المجتمعي والعلمي من كافة الأطياف للخروج بنتائج وتوصيات تتناسب وواقع مجتمعاتنا العربية؛ حتى نتعامل بوعي مع ما نتلقاه من خلالها؛ وحتى لا نتورط في ما يروج له عبرها وما يحاك لنا من قبل بعض الأطراف المستفيدة من ذلك، سواء أنظمة حكم أو جماعات متشددة معادية لبلادنا، تستهدفنا وتستهدف اقتصادياتنا ومجتمعاتنا وثقافاتنا وما تحمله من قيم وعادات.