القاهرة 15 ديسمبر 2020 الساعة 04:18 م
كتبت: زينب عيسى
يوما بعد يوم يصدمنا القدر برحيل موجع لأحباب وأصدقاء يقطف زهرة عمرهم الموت على أثر الفيروس اللعين هذا الكورونا الذي لم يعد يفرق بين الكهل والشاب، فبالأمس صدمنا بموت الكاتب والمترجم الصديق الدكتور بهاء عبد المجيد وأشهد الله أنه من أنقى وأكثر من قابلتهم ثقافة ودماثة خلق، فمعرفتي به تعود إلى سنوات طويلة، حيث كان يمدني بأخبار إصداراته والتقينا في كثير من المناسبات كان آخرها قبل انتشار الفيروس القاتل وكان ذلك في معرض الكتاب حيث دعاني والصديق الزميل سيد يونس على حفل توقيع روايته قطيفة حمراء، وكعادته يشعرك بأنك ضيفه الوحيد.. احتفى بدخولنا وسط جمهور كبير من الحضور وكان منهم شباب وأطفال وكبار السن.. الجميع جاء يجامل دمث الخلق المثقف جدا دون ضجة حول موهبته التي فرضت نفسها على الوسط الأدبي والثقافي وهو في نفس الوقت الدكتور بحامعة عين شمس وعضو هيئة التدريس بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية فضلا عن كونه أستاذا زائرا بجامعة أكسفورد.
أذكر حين قابلته بالمعرض كان بصحبته عائلته زوجته المحترمة وأولاده، وكان بيحث عن دار نشر كتب أطفال فتطوعت أن أصطحبهم لدار صديقتي الناشرة فدوى البستاني.. الأهم من ذلك أنه قد حرص على أن تأتي معه السيدة الفاضلة والدته المعرض والتي لم تكن تدري أن العام لن ينقضي قبل أن يخطف منها فلذة كبدها الأول شقيق بهاء الذي توفي منذ شهور قليلة وهاهو يرحل بهاء عبد المجيد تاركا غصة في حلق كل من عرفه.
تنوعت مجالات "عبد المجيد" الإبداعية ما بين الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والشعر والترجمة، كما عمل كمدرس للأدب واللغة الإنجليزية في كلية التربية في جامعة عين شمس، وكذلك بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
تعاون عبد المجيد خلال مسيرته مع عدد من دور النشر العربية منها الثقافة الجديدة، والدار للنشر والتوزيع، ودار ميريت. كما ترجمت بعض رواياته إلى اللغة الإنجليزية، فكان آخر ما صدر له رواية "القطيفة الحمراء" عن منشورات إبييدي، وتناولت الحياة والمجتمع في العهد الناصري والنقلة النوعية التي شهدها المجتمع في تلك الفترة، من أعماله أيضًا رواية "سانت تريزا "، و"النوم مع الغرباء" و" جبل الزينة" و"1997 البيانو الأسود (مجموعة قصص قصيرة)، رواية خمارة المعبد، وطقوس الصعود.
على مدار سنوات عمره أحب الأدب وأصدر 3 روايات هي "خمارة المعبد - النوم مع الغرباء - القطيفة الحمراء"، قبل أن يشرع في نشر الرابعة لولا أن غلبه الموت، تلك الروايات التي حفظها العديد من القراء من بينهم طلابه، الذين رثوه بكلمات حزينة عقب وفاته".
بهاء عبد المجيد كان أستاذا جامعيا مميزا وقريبا من طلابه وقد أفجعهم خبر وفاته فنشروا على حساباتهم بالفيس بوك والتويتر رثاء وكلمات تكشف قيمة هذا الراجل الذي لم يمهله القدر ليمد المكتبة العربية بغزير من ثقافته التي جمعت بين العربية والأوروبية.
"هكذا هم الطيبون يرحلون بهدوء ويغادرون بصمت ويتركون أثرًا طيبًا".. حكمة قديمة تنطبق تماما على الكاتب بهاء عبد المجيد، الذي رحل عن عالمنا، بعد أن أفنى عمره في حب الفن وتعليمه.
كما قدمت الهيئة العامة للكتاب نعيا للمبدع الراحل وكذلك عدد من دور النشر منها. دار الكتب خان إذ كتبت عبر صفحتها الرسمية عبر موقع "فيسبوك": الكتب خان تنعي ببالغ الحزن الكاتب والصديق بهاء عبد المجيد.. عسى الله أن يتغمده برحمته ويلهم أهله وأصدقاءه الصبر والسلوان.
وكذلك دار منشورات الربيع "بكثير من الحزن والأسى ننعي للقراء في كل مكان الروائي المبدع د. بهاء عبد المجيد.
ومنشورات إبييدي: فقدنا - مساء أمس - الكاتب الروائي الدكتور بهاء عبد المجيد بعد إصابته ومعاناته مع فيروس كورونا المستجد. نتوجه بخالص التعازي والمواساة لأسرته وندعو الله بأن يتقبل فقيدنا بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته.
الدكتور حسين حمودة نعاه قائلًا: "رحل عنا، وبقي معنا، بلا ضجيج.. مثال للدماثة واللطف والرقي والتهذيب والمودة.. والكتابة والإبداع.. بلا ضجيج أيضا.. لشاب المفعم بالحياة والإبداع والأمل.