القاهرة 15 ديسمبر 2020 الساعة 04:12 م
كتبت: سماح عبد السلام
فى أحدث تجاربها التشكيلية المنعقدة راهناً بأتيليه القاهرة تشد الدكتورة سماء يحيى الرحال إلى "بلد المحبوب" لتسرد لنا ما يدور فى "حكاوى القهاوى" برؤية فنية معاصرة لا تخلو من المغامرة والتجريب باعتبارهما أحد أهم روافد نجاح.
فى معارضها ثمة أسئلة كثيرة تثًيرها الفنانة وتطرح من خلالها قضايا فكرية وثقافية وفنية تتصل بموضوع الحداثة وارتباطها بالموروث الجمالي.
كما تكشف د. سماء العاشقة للتراث المصرى من خلال معرضيها "بلد المحبوب"، و "حكاوى القهاوى" عن حالات عشناها فى طفولتنا ومازالت أصدائها بداخلنا، نستعيدها بين الحين والآخر فى حالة من النوستالجيا.
إلا أن الفنانة تختلف بشكل أو بآخر مع ذلك التحليل و تقول: بأن العرض الجديد ليس نوستالجيا ولا حنينا للماضي وإنما هو حالة من التفاعل مع ظواهر وأشياء كانت تشكل جزءًا من حياتنا، فالمقهى كان وما زال جزءًا من ثقافة الشعب المصري، منذ مقهى متاتيا التي شهدت محاضرات جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وسعد زغلول، الآن تأتي الكورونا ومن قبلها غزو الكافيهات والتكنولوجيا ليقضي رويداً رويداً على ثقافة المقهى كما حدث من قبل مع البيوت التي أصبحت تمتلئ بالبلاستيك وكماليات لا ضرورة لها.
وتضيف: أحاول خلق عالمين استعيد بهما الحياة خارج المنزل في عالم كان مقصوراً على الرجال بما يهمهم وما كان يشغلهم ويدور في أذهانهم، عالم مكشوف مفتوح وعالم آخر سري مليء بأحلام الأنوثة وعبق ودفء البيوت خلف الشبابيك والأبواب، حكاوي القهاوي وبلد المحبوب هما رؤيتي لمصر التي أحبها في لحظة راحة واسترخاء بعد يوم عمل شاق بعبقها وخصوصيتها".
فى كثير من التجارب التشكيلية يحضر الزمن بالطبع فى العديد من المفردات الفنية، نشاهده فى قطع الخشب أجزاء من زمان متجمد أعطتها الفنانة نوعا جديداً من التناغم الكونى الجميل، وصنعت بها زمانا جديدًا عبر النحت والتشكيل فوق الزمن القديم في الخيامية.
وبمتابعة معارض سماء يحيى نجد أن الفن هو أسلوب حياة بالنسبة لها، المتنفس والحيز الذي تجد فيه الحرية والخصوصية في ذات الوقت وبالتالي فهي لا تحتاج أي طقوس أو عادة فالكانفاس أو التوال هو مساحتها من الحرية، ومن ثم تؤمن بأن أي خامة من الممكن أن نرى فيها فنا وجمالاً. المهم أن نرى الجمال فيما نصادف كل يوم من حياتنا، وهذا ما حدث معها في معرض الخيامية وفي عروق الخشب القديم التي أنتجت منها منحوتاتها من العرائس الخشبية والعاب الأطفال وغيرها من الأعمال التى تضمنها معرضيها الراهنين.