القاهرة 01 ديسمبر 2020 الساعة 03:12 م
كتبت: إنجي عبدالمنعم
تتميز لوحات عبدالحفيظ بالبساطة والتناغم الملحوظ في تركيب طبقات الألوان والكتابة، وفاعلية ضربة الفرشاة التي تعتبر بصمة تتوج موهبة هذا الفنان، نفس الروح التي صنعت فكر وأسلوب فنان هي نفسها الروح التي صنعت فنانين أمثال غوستاف مورو وجيمس وسلر.
تسنى لي التأمل في معرضه الأخير "عودة" الذي أقيم في جاليري سماح بالزمالك، بهذه التجربة التشكيلية التي تستكشف الجانب الجمالي الفلسفي المدهش لعنصره وبطله "الطائر"، حينما يعبر بحركة طيرانه ووقوفه وتحليقه في الفضاء الواسع معبرا تارة عن الحب والفرح والحياة، حيث أبدع عبدالحفيظ ضمن فضاء جمالي خالص، دائم التجدد والابتكار في تصوير انفعالاتٍ وهواجس ورؤى وأحلام، من خلال طيوره الخاصة التي طرحت برؤية رمزية معاصرة؛ فظهرت أعماله بحالة من الشجن يطرحها برؤية رمزية مزجت بين الحرية والقيد، والموت والحياة.
ففي إحدى اللوحات نلحظ الطيور في حالة من العجز وعدم التحليق والطيران، وأخرى في حالة من العلاقة الحميمية، وقد لعب اللون دورا بارزا في إظهار تلك الحالات المتناقضة فظهرت تارة بلون أبيض وتارة باللون الأسود، وقد تمكن عبدالحفيظ، ببراعة، من سبر أغوار أرواحهم القلقة في فضاءٍ من ألوانٍ، لا يخلو من جرأة وتجديد ومغامرةٍ، لا يقدر عليها إلا فنان أصيل.
هذا ما يقوم به عبدالحفيظ في مسيرته الفنية، المنخرطة بالمطلق مع تفاصيل حياته، يقدم للمتلقي، حصيلة جمالية ثقافية إنسانية، مفرداته محض ألوانٍ، مزجها بروح حرّة، توّاقة إلى الحق والخير، دون أدني تنظير، رسالة جمالية في مواجهة القبح واللاجمال.
د.هيثم عبدالحفيظ تلقى تعليمه الأساسي بمدارس Sacred Heart بمدينة كادونا بدولة نيجيريا، عاد إلى مصر والتحق بمدرسة ديروط الثانوية العسكرية، تخرج وحصل على درجة الدكتوراة من كلية الفنون الجميلة، قسم الجرافيك، حصل على دراسات في تاريخ الفنون بجامعة بوخوم ألمانيا من عام 2000 حتى 2005.
- تدرج فى الوظائف بهيئة قصور الثقافة إلى أن وصل إلى مدير عام الإدارة العامة للفنون التشكيلية بالهيئة، ورئيسا بالإدارة المركزية للوسائط التكنولوجيا، ورئيسا للإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي حتى عام 2018 ثم تفرغ للفن بمرسمه.
- أقام سبعة معارض خاصة، وشارك في أكثر من مائتي معرض جماعي محلي ودولي بكل من مصر، النمسا، إيطاليا، أذربيجان، البوسنة والهرسك، السعودية، الأردن، ألمانيا، قومسير عام للعديد من المعارض المحلية والدولية.
- حصل على العديد من الجوائز؛ منها الجائزة الأولى في صالون الشباب السابع عشر (تجهيز في الفراغ) 2005، وجائزة الصالون للأعمال الفنية الصغيرة بمجمع الفنون 1998، تصميم درع مطار أبو حماد الجوي 1994، كما حصل على العديد من شهادات التقدير والدروع، وله مقتنيات بمتحف الفن الحديث وقطاع الفنون التشكيلية والهيئة العامة لقصور الثقافة ولدى أفراد بمصر، السعودية، تركيا، رومانيا، بولندا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، إيران، الأردن، كندا.