القاهرة 24 نوفمبر 2020 الساعة 10:35 ص
بقلم: يعقوب الشاروني
كانَ أحدُ زُعَماءِ إفريقيا يخطبُ فى جماهيرِ شعبــِـهِ، فحكَى الحكايةَ التاليةَ: قالَ: اصطادَ رجلٌ فرخَ نسرٍ صغيرًا، وربَّاهُ مع الطيورِ المنزليةِ فى بيتِهِ، حتى صارَ النسرُ أليفًا جدًّا ونـَـسِىَ الطيرانَ.
ذاتَ يومٍ زارَهُ أحدُ عُـلَماءِ الحيوانِ، ورأى النسرَ وسألَ عنه صاحبَهُ، فقالَ له: "لقد نَسِىَ طبيعتَهُ". لكنَّ العالِمَ قالَ: "لكنه يا صديقى لا يزالُ نسرًا". ثم أخذَ النسرَ، وصعدَ به إلى جبلٍ مُرتفِعٍ ليُتيحَ له أن يرى ما يحبُ أن يتمتعَ به من حريةٍ وانطلاقٍ وصاحَ: "أيها النسرُ ، إنكَ لم تـُـخلَقْ لتعيشَ على الأرضِ وسطَ الدجاجِ "، ثم دفعَهُ فى الجوِّ بقوةٍ.
فى البدايةِ طارَ النسرُ مُتثاقِلاً.. لكنه ما إنْ أحسَّ بالفضاءِ الفسيحِ وتياراتِ الهواءِ القويةِ وأشعةِ الشمسِ المُشرِقةِ، حتى فردَ جناحَيْهِ وانطلقَ طائرًا وهو يصيحُ صيحةَ السعادةِ والانتصارِ.
وأكملَ الزعيمُ الإفريقىُّ حديثهُ قائلاً: "لقد أرادَ الاستعمارُ أن يُقيِّدَنا إلى الأرضِ ، لكنْ فى قلبِ كلٍّ منَّا روحُ نسرٍ قادرٍ على التحليقِ إلى أعالى الفضاءِ".