القاهرة 24 نوفمبر 2020 الساعة 10:22 ص
حاوره: صلاح صيام
والده كان شاعراً وكذلك عمه, ولذلك نشأ شاعرا حساسا ومرهفا, من مواليد مسقط عام 1985، نشأ في بيت توالى عليه الشعراء، بدأ يكتب الشعر الفصيح مبكراً وأصدر مجموعته الشعرية الأولى (حنين) في عام 2011. يؤمن بأن الشعر ممارسة صعبة جداً، ولكن في قمة صعوبته تكمن روعته وكل من يكتبه لاستسهاله له فهو حتماً يضعه في الحضيض.
الشاعر إبراهيم سعيد السوطي.. قال عن نفسه: تعلقي بالشعر أمر طبيعي؛ حيث كان أبي، رحمه الله، شاعراً وعمي أحمد بن راشد السوطي شاعراً أيضاً، وكثيراً ما يتواجدان في المحافل الثقافية والأدبية وفي الفنون الشعبية التي تُقام في المنطقة، وكانا يكتبان الشعر الشعبي وكنت متابعاً لهما منذ صغري، ولكن وفي أثناء الدراسة وتحديداً أثناء المرحلة الإعدادية، بدأت أرتاد مكتبة المدرسة لمطالعة كتب الشعر فوجدت نفسي متعلقاً إلى درجة كبيرة بالشعر الفصيح فلجأت إلى أحد الأقارب وهو جمعة بن سعيد البطاشي، وبدأت دراسة الشعر الفصيح معه وكان معلمي الأول.
وقال عن بلده: عُمان كلها تصلح لأن تكون قصيدة حتى النخاع، وكل جهاتها لغات شعرية مستقلة بجمالها وروعتها، من أغاني بحارها ورمالها الذهبية، إلى أغاريد الحقول وسمفونيات الوديان. في عُمان كلما مشيت في شارع تجد قصيدة تراودك عن نفسك من صخب السيارات والعابرين السهارى في شوارع مطرح، إلى هدوء الريف والطرق التي تتكئ على الجبال والوديان وأشجار النخيل. صور كثيرة وكفيلة بأن تدفعك دفعاً لممارسة فعل الشعر.
وقال عن الشعر: ما زال الشعر ديوان العرب وسط تطوره المشهود وشعرائه المتنوعة مدارسهم وأفكارهم خلال فترة الشعر الحديث، غير أن انخفاض المبيعات أو ارتفاعها أرى أنه يعتمد على ثقافة المجتمعات وإقبالها ويتضح حالياً أن هذا العصر هو عصر الروايات والقصص، ولا يجد القارئ وقتاً لقراءة أكثر من خمسة أبيات شعرية أو سبعة .
نعم هناك شعراء جادون رائعون وعلى القول الدارج معنا (تحت كل صخرة شاعر) ولكن ربما الشاعر لا يروق المستمع والقارئ .
حالياً بالذات.. الشعر العربي بحاجة إلى حساب وهناك من تجب عقوبتهم وهناك من يجب جزاؤهم الجزاء الأوفى.
الإعلام دائماً هو المسؤول عن النشر وله دور كبير في ذلك طبعا..
وواقع الشعر اليوم تشعب وتعددت الأحزاب فيه، ورغم أن الهدف كان التغيير إلى الأفضل إلا أن البعض أدى به التغيير إلى الأسوأ، خاصة في طريقة التعامل مع القصيدة العمودية وقصيدة النثر، فقد نشأ جيلٌ لم يعرف تاريخ القصيدة العربية، حتى إنه أساء في تعامله إلى القصيدة العمودية وأفسد قصيدة النثر. وكالعادة هذه نتيجة التشعب والتحزب، وليس الشعر بعيداً عن هذه العدوى الشاملة بعد أن صار هو الآخر تابعاً لكل ما يأتيه من خارجه وما هو ليس من أصله وجذوره، وأصبحت اللغة العربية تُمسُّ حتى في قواعدها من أجل الخروج من القيود وكتابة قصيدة في شكلها فقط إما شعرية وإما نثرية.
الشاعر صاحب رسالة في مجتمعه، فإذا انشغل الرسول عن رسالته فسوف يبحث المجتمع عن ضالته، وهذا ما حدث عندما انشغل شاعر اللغة العربية عن مجتمعه، واهتم بشؤونه الخاصة وابتعد باكتشافاته الكتابية وأصبح الناس لا يجدون طريقاً إليه، وهو أيضاً أصبح غير مهتم بهم، وفي النهاية من الطبيعي أن تجد أمسية شعرية للشعر الشعبي ومسرح الكلية التقنية العليا ممتلئ، بينما تجد أمسية شعرية للشعر الفصيح في أصغر مسرح في عمان ولا يمتلئ أبداً. وينزعج هنا الشاعر الفصيح من قلة جمهوره وهو لا يعلم بأنه هو السبب.
وعن اللغة العربية قال: مهما انتشرت اللغة الإنجليزية ومهما انتشرت كل اللغات فاللغة العربية لن تتأثر، ولن تضيع فهي لغة القرآن وهي محفوظة حفظاً إعجازياً، وأما الذي يتأثر فهم الشعراء والكُتّاب الذين قد يظنون أن اللغة العربية كسائر اللغات قابلة للتغيير في أي وقت مع أنهم لو أبحروا في بحرها العميق وبلغوه لتيقّنوا ماهيّتها.