القاهرة 24 نوفمبر 2020 الساعة 10:10 ص
بقلم: د. فايزة حلمي
هل سبق لك أن سمعت أحدًا يقول: "أنا مضغوط لأنّني أتعامل مع أشياء كثيرة في الوقت الحالي"؟ بالطبع لديك, لأن كل شخص يعاني من التوتر في حياته، ويشعر الجميع بالارتباك في وقت ما, لدى الأشخاص طرق مختلفة للتعامل مع المواقف العصيبة, لكن كلمة "مواجهة" يمكن أن يكون لها معان متعددة حسب مَن تسأل.
كل يوم، يواجه كل واحد مِنَّا مواقف قد تكون "مرهقة.. نقل الأطفال إلى المدرسة، أو إنهاء التحضير لمهام متعددة، أو الشعور بِعَدم الرضا في وظيفتك، أو عدم الأمان في علاقتك, يحدث الإجهاد الذي يواجهه الأشخاص في الساحتين الشخصية والمهنية, وأحيانًا يغرقوننا, والضغوطات الرئيسية، مثل الانتقال، أو فقدان الوظيفة، أو الزواج، أو الخسارة، أو القلق بشأن الشؤون المالية ", وهي أكثر إجهادًا من الضغوطات اليومية التي نواجهها, وعندما تضغط كل الضغوطات الصغيرة مع بعض الضغوطات الكبيرة، فمن السهل أن نفهم كيف يمكن المساس بقدرة الشخص على التعامل.
إن الطريقة التي يتعامل بها الأشخاص قد تتغير وفقًا لموقف معين, على سبيل المثال، إذا عاد ابنك المراهق إلى المنزل بعد فترة أطول بكثير من الموعد المُتّفِق عليه معك, وكنت قلقًا بشأنه، فهناك العديد من الطرق للتعامل مع هذا الموقف, ليست كل طُرق التعامل مع المواقف العصيبة فَعَّالة, في بعض الأحيان، قد تؤدي الطريقة التي تتعامل بها مع الموقف إلى تفاقم الموقف، إن الطريقة التي تختار بها الاستجابة لضغطك (على سبيل المثال، تأخّر طفلك) ستكون إما فعالة أو غير فعالة, عندما تجعلك الطريقة التي تختارها للتعامل مع الموقف تشعر بالراحة تجاه الموقف أو في الواقع تغَيّر الموقف للأفضل، يكون ذلك هو التعامل المثمر, وإذا كانت الطريقة التي تعاملت بها مع الموقف تجعلك تشعر بتحسن مؤقت، ولكن تسبب مشاكل أخرى على المدى الطويل، أو إذا لم تساعد على الإطلاق، فهذا لا يعد وسيلة للتكيف.
كل مشكلة كبيرة لها أجزاء أصغر, تكون المشكلة أسهل عند حلها بتجزئتها, وقد تؤدي أجزاء مختلفة من المشكلة إلى مشاعر وإجراءات مختلفة, قد تستغرق بعض الوقت لتحديد المشكلة وتقسيمها إلى أجزاء أصغر, ثم، كن على وعيّ مِن استجابتكم على كل جزء من المشكلة, بمجرد القيام بذلك ، يمكنك تغيير الاستجابات الأقل فعالية وتغييرها إلى أنماط مواجهة أكثر إنتاجية, وقد وُجِد أن الأشخاص المتفائلين الذين كانت لديهم توقعات إيجابية في المستقبل أكثر عُرْضَة لاستخدام الإستراتيجيات التي تركز على المشكلات، في حين أن الفرد المتشائم كان أكثر ميلًا لاستخدام الاستراتيجيات التي تركز على العاطفة.
يقول (( Amy Trachter: "تيودروس فيكادو، صديق لي، فنان، كاتب, يعيش الآن في جولد كوست في أستراليا تيدي، كما أطلق عليه باعتزاز، سَرَد تحدياته وانتصاراته للبقاء على قيد الحياة في مرحلة الطفولة الفقيرة في الشوارع في إثيوبيا..
مع خلفية الحرب الأهلية أمضى سنوات, يتيم، كافح مع وحدته, التي كانت رفيقه الوحيد, مع حاجته إلى الحب, ثم جلبته حياته كلاجئ إلى اليابان لمدة عشر سنوات أخرى, حتى انتقل كلاجئ دائم إلى أستراليا.
امتدت رحلته خمس دول وثلاث قارات، مع بعض الاتصالات التي كانت في كثير مِن الأحيان لا معنى لها مع الشرطة، القانون, والحياة في مراكز الاحتجاز اليابانية.
قصته هي قصة:
* حُب الأسرة غير المعترف به مِن قِبَل والده الثري.
* والتخلي عنه مِن قِبَل والدته اليائسة الفقيرة.
*ولكنها أيضا قصة تحدي وانتصار رجل واحد، وهذا هو ما قام صديقي بِعَرْضِه بأسلوب جميل, في كتاب بعنوان ( ابن لا أحد (Fekadu 2012)".
وهذه قصة أخري لمواجهة مِحَن الحياة (جويل Jewel):
- لقد تعلمنا العديد من التقنيات التي يمكننا العمل عليها في المنزل".
بعد 14 شهراً من الألم وعدم القدرة على القيام بالأشياء التي أحبها، بدأت أتساءل عما إذا كان أي شيء من شأنه أن يساعدني, لأنّي منذ أكثر من عام، أصيبت ركبتي على منصة الملاهي, كان هذا الحدث بداية شيء لم أعرفه أبداً, كل يوم عندما أستيقظ، ألمي كان هناك لتحيتي, وخلال اليوم يبقى معي، مثل رفيقي, وكان أيضًا آخر شيء أشعر به قبل النوم.
قبل أن أسمع عن برنامج إمكانية الراحة "Comfort Ability" ، اعتقدت بالتأكيد أنه لا يوجد شيء يجب القيام به, هذه الفكرة جعلتني أشعر بالإكتئاب والقلق, لقد عملت مع اثنين من أخصائيي العلاج الطبيعي المذهلين للشباب، وصُوِّرت بالأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي، لاستبعاد أشياء مخيفة مثل سرطان الدم واضطراب الغدة الدرقية, واعتقدت أن الألم سيستمر لفترة طويلة جدًا، إن لم يكن لبقية حياتي.
وعندما أخبرتني أمي عن برنامج Comfort Ability، كان الأمل يتدفق في داخلي, ثم عاد القلق، وتساءلت: ‘ماذا لو كانت العيادة ليس لديها ما تقدمه لي؟ ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ هل سيجعلني أشعر بالضيق أكثر، أم أنه سيخفف مِن حِدة الموقف والكآبة التي تؤثر على كل يوم من عمري؟
تقول والدة جويل: خلال الدقائق الخمس الأولى مِن أول جلسة للبرنامج، حدثت واحدة من أقوى التجارب بعد أن تم نقل الأطفال إلى غرفة أخرى, طلب الدكتور مِن الآباء إغلاق أعينهم على أن يتخيلوا للحظة "كيف سيكون شكل الحياة إذا لم يكن طفلك يعاني من الألم؟" أصبح كل والد في الغرفة عاطفيًا, إنه لمِن دواعي قلبي أن تعود ابنتنا لسابق عهدها, وفكّرنا "كيف سَلبَها ألم جويل من أدائها في العروض المسرحية، والغناء في جوقة المدرسة، والمشي على الأقدام, والمناسبات العائلية وركوب الدراجات، واللعب مع أصدقاء الحي، والعديد مِن الأنشطة الأخرى, لقد أعطى الدكتور الأمل لي ولزوجي, لحظة, لرؤية فتاتنا تفعل هذه الأشياء مرة أخرى ... وبعد ذلك طوال الجلسات, قدم لنا أدوات للمساعدة في جعل تلك الصورة حقيقة واقعة.
تقول جويل: "كان أحد أهم الأشياء التي اكتسبتها من هذه التجربة, هو الفرصة في النهاية لمقابلة فتيات أخريات يجرّبن شيئًا مُشابهًا... تعرفنا حقًا على بعضنا البعض وتعرفنا على ما يحدث مع كل واحدة مِنّا, كان رائعا لأن كل واحدة مِنّا كانت تشعر فيما قَبْل بشعور منفرد بالوحدة.
الشيء الرئيسي الذي ركزنا عليه في برنامج Comfort Ability هو تحديد الأهداف للعودة إلى المسار الصحيح, كنت ووالدي نعمل على تحقيق أهداف, المشي، الانحرافات السريعة والسهلة، تدريبات التنفس العميق، التي يمكنني القيام بها كلما شعرت بالتوتر, هذه الأهداف مُهِمة للغاية لأن الشيء الوحيد الذي تعلمته هو أن الألم ناتج جزئيًا عن الإجهاد، الذي لا بد لي مِن خَفضه لأكُوُن نَفسِي مرة أخرى!