القاهرة 12 نوفمبر 2020 الساعة 11:21 ص
هل تعلم عزيزى القارئ أن النشاط الذكورى للتعليقات الخاصة بقضايا الشأن العام على أخبار المواقع الإلكترونية و مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر أكثر من نشاط المرأة؛ وهو ما يعكس غياب رأى المرأة ومشاركتها فى القضايا المحورية من الأحداث فى مصر؛ وهو ما توصلت إليه بعض الرسائل العلمية أبرزها رسالة ماجستير تحت عنوان "تعليقات مستخدمى المواقع الإلكترونية الخبرية إزاء الشئون العامة فى مصر: دراسة تحليلية للخطاب واتجاهاته"؛ للباحثة هند محمد عبد المنعم بشندي.
ما الذى يجعل تفاعل المرأة مع قضايا الشأن العام فى مصر أقل من نشاط الرجل؟ لعل الأسباب تعود لكون قضايا المرأة على الأجندة المحلية تحددها الأجندة الدولية المتعلقة بقضايا المرأة، وهو ما قد يتسبب فى عزوفها عن المشاركة سواء فى ما يتعلق بقضاياها أو بقضايا المجال العام بوجه عام.
بعد اندلاع انتفاضة 25 من يناير 2011؛ وحتى ثورة 2013 و القضايا السياسية فرضت نفسها على قضايا الشأن العام على المواقع الإلكترونية وهو ما تزامن مع فتح القائمين عليها تعليقات القراء وهى الخاصية التى أغلقتها بعض المواقع فى مصر واكتفت بتلقى تعليقات القراء عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى بعد ذلك؛ ومع تراجع القضايا السياسية عبر المواقع الإلكترونية والتركيز على الموضوعات الترفيهية تراجعت معدلات تفاعل الجمهور مع هذه النوعية من الأخبار، نظرا لكونها لا تعبر عن قضايا الشأن العام؛ الأمر الذى كان له انعكاساته على قياس خطاب المتلقى فيما يتعلق بقضايا الشأن العام.
اتجاهات الجمهور فى مصر تجاه قضايا الشأن العام من الصعب بإمكان قياسها خاصة فى ظل غياب اهتمامات الصحف ومواقعها الإلكترونية باهتمامات جمهورها وتحيزها للمسؤلين فى المقام الأول، وهو ما تكشفه خطابات تلك الصحف ومواقعها، الأمر الذى أسهم فى أن تتجه اهتمامات الجمهور إلى مواقع التواصل الاجتماعى للتفاعل مع ما يثار من قبلهم بشكل أكثر فاعلية مما تقدمه إليهم الصحف.
ولعل قضايا كثيرة لم تقدمها الصحف ومواقعها الإلكترونية أثارت جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعى واستجاب لها المسؤولون وليس العكس كما كان يحدث من قبل؛ وهو ما يعكس تجاوز النظريات التقليدية المتعلقة بتلقى المضمون الإعلامى فى ظل نشاط مواقع التواصل الاجتماعى وتراجع الصحف ومواقعها الإلكترونية بعد أن غاب عن اهتمامتها النظر الى خطاب التعليقات من قبل قرائها فى السنوات الأخيرة.