القاهرة 27 اكتوبر 2020 الساعة 08:17 ص
بقلم : د.هبة سعد الدين
أغرب دور يمكن أن تتوقعه للسينما أن يكون الفيلم السينمائى "علامة" وإشارة محددة بعينها تعرف بمجرد عرضه ستعرف التاريخ !! لاتتعجب فعرض هذه الأفلام لفترة طويلة ارتبط بالمناسبات التى عادةً ما تكون أجازات رسمية، وهى فى ذات الوقت مناسبات وطنية واجتماعية ودينية؛ فعندما تشاهد تنويه عن عرض فيلم "أميرة حبى أنا" لصلاح جاهين وحسن الإمام لن تشك لحظة أن اليوم هو شم النسيم، وموعد إذاعة فيلم "الأيدى الناعمة" لتوفيق الحكيم ويوسف جوهر والمخرج محمود ذو الفقار بالتأكيد نحن فى الأول من مايو حيث عيد العمال، بينما "رد قلبى" لوسف السباعى وعز الدين ذو الفقار فموعده الثالث والعشرين من يوليو، وإن تم عرض تلك الأعمال فى أى وقت آخر ستشعر للحظة أن هناك خطأ ما من القناة! فأين مظاهر الاحتفالات والأجازات والأكلات ؟؟ فهذه الأفلام لا يمكن عرضها سوى فى تلك الأيام فقط !!
لذلك هناك العديد من المناسبات على الرغم من وجود عدد كبير من الأفلام الخاصة بها إلا أن ارتباطها بعدد محدود من الافلام، جعل الجمهور لا يدرك أن هناك غيرها، فالأفلام الدينية التى بدأ إنتاجها منذ عام 1951 بفيلم "ظهور الاسلام" لحماده عبد الوهاب وابراهيم عزالدين عن قصة "الوعد الحق" لطه حسين قليل من المتخصصين يعلمون بوجوده، وكذا الفيلم الذى تلاه عام 1952 وهو "انتصار الاسلام" سيناريو واخراج أحمد الطوخى وحوار إمام الصفطاوي، وكذا "بيت الله الحرام" قصة وسيناريو وحوار فؤاد الطوخي، وإخراج أحمد الطوخي 1957، و"خالد بن الوليد" لعبدالعزيز سلام وحسين حلمي المهندس، وإخراج حسين صدقي 1958، وبعدهم بسنوات "من عظماء الاسلام" لظافر الصابوني ونيازي مصطفى 1970؛ فهذه الأفلام ليست فى قائمة العرض ولم تشارك الجمهور المصرى العطلات الرسمية الدينية؛ ولذلك لا يمكن الاعتراف بها، وسيتم استبدالها بالأفلام التى تشاركنا الأجازات الرسمية بدايةً من فيلم "بلال مؤذن الرسول" سيناريو فؤاد الطوخي وحوار وإخراج أحمد الطوخي 1953، ثم "هجرة الرسول" لحسين حلمى المهندس وعبد المنعم شميس وإخراج إبراهيم عمارة 1954، و"فجر الاسلام" لعبد الحميد جودة السحار وصلاح ابوسيف 1971 ، و"الشيماء" لصبري موسى وعلي أحمد باكثير، وإخراج حسام الدين مصطفى1972، حتى فيلم "الرسالة" العالمي الذى صدر بنسختين عربية وأخرى انجليزية وشارك فى كتابته مجموعة من كبار الكتاب منهم عبد الرحمن الشرقاوى وتوفيق الحكيم واخراج مصطفى العقاد 1976، لا يمكن الاعتراف به نظراً لتأخر عرضه حوالى عشرين عام نظراً لما أحاط به من اعتراضات حول ظهور شخصية "حمزة" عم الرسول.
أما نصر أكتوبر العظيم والذى عادةً ما يشهد عرض العديد من الأفلام والتى بدأت بفيلم "أغنية على الممر" عام 1972 لمصطفى محرم وعلى عبد الخالق، و"أبناء الصمت" 1974 لمجيد طوبيا ومحمد راضي، والتى تعد بريق الأمل لذلك الانتصار خاصة وأنها سجلت اللحظات الأصعب والإحساس بمرارة الهزيمة التى لابد وأن تتحول إلى انتصار؛ إلا أن الأفلام المعتمدة لنصر اكتوبر تبدأ وتنتهى بالأفلام التى انتجت عام 1974 وتوثق بصورة محددة لمشاعر الانتصار وهي: "الرصاصة لا تزال في جيبي" لإحسان عبد القدوس ورأفت الميهى وإخراج حسام الدين مصطفى، و"الوفاء العظيم" لفيصل ندا وحلمى رفله، و"بدور" لنادر جلال؛ ثم انضم لهم فيلم "العمر لحظة" ليوسف السباعي ووجيه نجيب وعطية محمد وإخراج محمد راضي 1978، ويبدو أنه من الصعوبة الانضمام لهذه القائمة مهما كانت أهمية الأفلام أو درجة تفوقها الفني على غيرها، فقد جاء بعدها أفلام "حكايات الغريب" لجمال الغيطانى ومحمد حلمي هلال واخراج إنعام محمد علي عام 1992، ثم "الطريق إلى إيلات" لفايز غالي وإنعام محمد علي 1993، كإنتاج تليفزيونى متميز إلا أنهما يعدان من أفلام القائمة الفرعية للاحتفالات الوطنية، ومؤخراً جاء فيلم "الممر" 2019 لشريف عرفة والذى شهد طفرة انتاجية وفنية ومساحة من النجاح فى شباك التذاكر وهذا حدث لو تعلمون عظيم لهذه النوعية من الأفلام.
تُرى هل يمكن أن تختلف القائمة وأفلامها الخاصة بالمناسبات؛ خاصة وأن عرضها على مدار العام نظراً لتعدد المناسبات والقنوات التلفزيونية ؟ سؤال يطرح نفسه وإن كان السبق سيظل للقائمة الأولى رفيقة الاحتفال والأجازات.