القاهرة 15 اكتوبر 2020 الساعة 01:02 م
تعداد السكان فى مصر دائما ما يرتبط بالمواليد والوفيات؛ وهو إحصاء يتم تحديثه فى كل ثانية، ويتولى الجهاز المركز للتعبئة العامة والإحصاء رصده، ومن بعد ذلك لا يتابع أحد مستقبل المواليد أو مصائر الوفيات! لعل ذلك هو انطباعي الذى تكون لدي بمتابعة ما كانت تعلنه الحكومات فى مصر قبل ثورة 25 من يناير؛ واستمر حتى ثورة 30 من يونيو 2013، حيال تعاملها مع الزيادة السكانية والذى اقتصر فقط على رصد أرقام الموالد والوفيات.
يوم الأحد الماضى، تحدث المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء عن مواليد الفترة الواقعة بين عامي 2000 و2020، وكيف سجلت البلاد زيادة في أعداد المواطنين بلغت 35 مليونا، وما تنفقه الدولة المصرية على كل مواطن منذ ولادته وحتى يبلغ سن العشرين، فتابعت الكلمة حتى نهايتها لأن ما قاله المهندس "مدبولي" كشف عن دولة تخطط من الآن لصحة وتعليم وحماية أطفالها اجتماعياً وحتي تخرجهم من الجامعة، دولة لا تتعامل قدرياً مع مستقبل أبنائها بل تخطط وتستشرف مستقبلهم.
كيف تنفق الدولة على المواطن المصري منذ ولادته وحتى بلوغه سن العشرين عاما؟ إجابة رئيس مجلس الوزراء كانت 13100 جنيه سنويا، ولفت إلى أن هذه الفئة العمرية تشكّل 44.7 مليون من إجمالي تعداد سكان مصر، وأن هذا المبلغ يشمل الإنفاق على الخدمات التعليمية والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية وتحسين جودة الحياة.
كل ما قاله رئيس مجلس الوزراء وبشفافية وبالأرقام جعلنى أتوقف قليلاً أمام انطباعي الذى تشكل على مدار سنوات مضت حول تعامل الدولة مع الزيادة السكانية؛ وأن أعيد التفكير مرة أخرى فيه؛ خاصة وأنى لمست كيف تتعامل حكومة ثورة 30 من يونيو بجدية وتقدير لمن يستمع من المواطنين لخطابها الخاص بتحدي مثل الزيادة السكانية.
رئيس الوزراء المصري استعرض خلال كلماته أيضاً إنجازات الدولة الاقتصادية، لافتا إلى أن الإنفاق على قطاع الصحة كان 8.3 مليار جنيه سنة 2000، ووصل الآن إلى 93.5 مليار جنيه، أما بالنسبة لقطاع التعليم، فقد كان إنفاق الدولة عليه في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي والعالي سنة 2000 لا يتجاوز 20.4 مليار، بينما وصل هذا العام لـ158 مليار جنيه، وهو ما يصب فى إطار ما تضعه الدولة المصرية من أولوية تتعلق ببناء الشخصية المصرية الذى من مرتكزات بنائه تلقى مستوى جيد من التعليم، ورعاية صحية شاملة، وحماية اجتماعية تجعله يشعر بالثقة فى ذاته، وختاماً ودائما وأبداً أقول تحيا مصر.. تحيا مصر .. تحيا مصر بضمير أبنائها المخلصين.