القاهرة 01 اكتوبر 2020 الساعة 08:57 ص
يبلغ عدد مدارس التعليم الفني (الزراعي والصناعي والتجاري والفندقي) فى مصر 2204، التحق بها مليون و793 و108 طالبا للعام الدراسي 2017/2016؛ من إجمالى 52 ألف 664 مدرسة بمراحل التعليم المختلفة، منها 3 آلاف و334 مدرسة ثانوية عامة؛ بحسب إحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
عام 2018 بلغ عدد الطلاب الذين التحقوا بالتعليم الفني 55% من الطلاب الذين تخرجوا من المرحلة الإعدادية، والـ 45% التحقوا بالتعليم العام، بحسب تصريحات سابقة للدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني.
الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني فى مصر خلال الأيام القليلة الماضية، تمنى أن يصل عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم الفني من المتخرجين بالإعدادية 70% في مصر لأهمية هذا النوع من التعليم لسوق العمل.
قبل أن نبحث فى كيفية إقناع 15% من طلاب الإعدادية أن يلتحقوا بمدارس التعليم الفني، حيث كما أشرنا أن 55% من الطلاب التحقوا بالتعليم الفني عام 2018، وأن وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى يأمل أن تصل نسبتهم إلى 70% فى "2020_2021"؛ تعالوا معاً كي نرى كيف كانت صورة التعليم الفنى فى مصر قبل سنوات ليست ببعيدة.
هل تذكرون تجربة مدارس"مبارك كول" الألمانية التى تأسست عام 1991؟ وما أحدثته من حالة حراك فى مجتمعنا المصرى آنذاك، لما تقدمه من برنامج يهدف إلى تدريب طلابنا وفتح مجال عمل لهم فى المصانع والشركات وخلق جيل جديد أكثر مهارة وحرفية من خريجي التعليم الفني بجميع المحافظات، وهو ما تحمس له عدد كبير من الأسر لأن يلتحق بها أبناؤهم، وبعد أن انطلقت هذه التجربة سرعان ما تراجعت؛ وفتر حماس أسرنا لها؛ بسبب ما شهدته من بيروقراطية وفساد، وعدم تعديل للتشريعات الخاصة بمنظومة التعليم الفني بقانون التعليم لتواكب الحداثة والتقنيات الجديدة في تلك المدارس، وعدم تأهيل القائمين على التعليم الفني في مصر وتطوير ثقافتهم الإدارية والمالية بما يتناسب مع هذا المشروع، وافتقاد المدارس للبنية التحتية المناسبة للتعامل مع تلك التقنية الحديثة، وهو ما أدى في النهاية إلى بقاء الاسم فقط وزوال المضمون من خلال رفع ألمانيا يدها عن المشروع!.
إذا؛ تغير صورة التعليم الفنى فى مصر بين عامي (1991 و 2020) من الإيجابي للسلبى111
كان له من الأسباب ما دفع لترسيخ الصورة السلبية عن هذا النوع من التعليم الذى يعد ركيزة أساسية من ركائز الدول المتقدمة؛ ولعل الأسباب التى أشرنا إليها فى السطور السابقة من بيروقراطية وفساد وعدم تعديل التشريعات الخاصة بمنظومة هذا التعليم الفني هى من تقف وراء تبدل صورته داخل مجتمعنا المصري؟
إذا، ما الحل لتعديل صورة التعديل الفني؟
بداية؛ يجب مراجعة منظومة التشريعات الخاصة به على وجه السرعة، ومحاربة كافة أشكال الفساد التى تنخر فى منظومته، واستبدال كافة أشكال البيروقراطية التى يعانيها هذا القطاع للاهرمية وظيفية أو مركزية؛ كما يجب أن تتبنى وزارة التربية والتعليم حملة مستمرة بالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية للتوعية بأهمية التعليم الفنى فى كافة ربوع مصر باعتباره أحد أعمدة بناء الاقتصاد فى مصر؛ حتى نستطيع أن نعيد صياغة بنية ثقافتنا الخاصة بالتعليم الفنى سواء ما قبل الجامعي أو الجامعي.
علينا أيضاً وضع ميزانية لائقة للتعليم الفني ومطلباته؛ فالبنظر إلى ما تخصصه ألمانيا له نجد أنه أكثر من 7 آلاف يورو من ميزانية عام 2016 لكل تلميذ في المدارس الحكومية، بحسب آخر إحصائية نشرتها دائرة الإحصاء الاتحادية؛ وكانت برلين وهامبورغ الأكثر إنفاقا.
أما بالنسبة لتطوير واستحداث مناهج التعليم الفني، نجد أنه بالفعل بدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني منذ عام 2019 في تطوير واستحداث مناهج جديدة وتدريب معلمين، بجانب الشراكة مع المستثمرين لإنشاء مدارس جديدة بها أماكن للتدريب العملي وهو ما يسمى بالتعليم المزدوج، بالإضافة إلى الاستعانة بالخبرات الدولية مثل ألمانيا وإيطاليا، وذلك بحسب ما صرح به نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور محمد مجاهد عام 2019.
وأخيراً؛ أرى أن كل ذلك يتحقق وإن كان على نحو بطىء إلا أنه فى خلال الفترة من "2020_2025" قد نجد أنفسنا أمام منظومة من التعليم الفنى فى مصر تشكلت بنيتها، وتحسنت صورتها عند الأسر فى مجتمعنا، ونأمل فى أن تصل نسبة الملتحقين بالتعليم الفنى فى مصر إلى 80%؛ ولكن كل ذلك مشروط بما ذكرناه من قبل من آليات عمل وتصور ورؤية جديدة فى التعامل مع هذا الملف الذى يعد فى غاية الأهمية وأحد أهم أركان تقدمنا الصناعى والفني.