القاهرة 24 سبتمبر 2020 الساعة 12:31 م
كتبت: شيماء الباشا
ما هي النهاية المُنتظرة لمسلسل النهاية؟ لماذا نحن الآن بصدد عمل فني سيكون له جزء ثان إذا كان من الممكن عمل جزء واحد غني فنياً؟؟
شهد المسلسل نهاية مفتوحة زيادة عن اللزوم وأيضاَ الكثير جداً من علامات الاستفهام. كما شهد متابعو مسلسل النهاية، نهاية محبطة ومخيبة للآمال ولم تعوض كمية الملل ومط الأحداث والبطء المبالغ فيه طوال المسلسل.
فكان من ممكن زيادة وقت الحلقة الواحدة في المعدل الطبيعي من 35 إلى 45 دقيقة لكن كان هناك حلقات مدتها 20 دقيقة وحلقات أخرى عبارة عن مشهد أو مشهدين. وعلى الرغم من هذا كان المتابع متطلعاً لنهاية تبهره، كما أنه في رأيي بزيادة زمن الحلقة الواحدة وإزالة المط المبالغ فيه، المسلسل بأكمله كان من الممكن أن يتم تلخيصه في 15 حلقة.
لماذا أمر صديق بتجميد زين وما الهدف من وجوده حيا، على الرغم من أنه كان من الممكن أن يقتله بمنتهى السهولة؟
الروبوت زين وعزيز.. لماذا هذه النهاية لهما بالتحديد؟ في رأيي، إذا كان المخرج ينوي جزء تاني للمسلسل فكان من الممكن أن يجعلهم يصنعون الدرع ليحموا أنفسهم من الموجة الكهرومغناطيسية ثم يستخدمهم بعد ذلك في الأحداث القادمة؟
ما هو دور مؤنس بالتحديد؟؟ وإذا كان تابعا للمنتظر ويعمل لصالح الواحة من البداية، فما إذاً الدافع الذي يجعله يقتل غفران، فهو الآخر يعمل لصالح الواحة ويخدم مصالحها ومخلص لأفكار المنتظر؟؟
أيضا، لم يتم إيضاح موقف الحرب التي كانت على حدود القدس، هل دخلوا القدس أم لا؟ و من الذي انتصر، وما نتيجة الحرب أو فائدة ذكر حرب في الأحداث من الأساس طالما لن يتم تضمينها ولن تخدم أحداث المسلسل؟؟
لم يتم إيضاح فكرة كيف ظل زين متجمدا ويعيش مع أن الموجة الكهرومغناطيسية من المفترض إنها بالفعل عطلت أي جهاز إلكتروني أو شيء متطور بما فيه الجهاز الذي كان زين متجمدا فيه؟؟
كما أن مشهد الحياة بعد 25 سنة كان وقعه مضحكاً و غير موفق؛ لأن تأثير الموجة الكهرومغناطيسية من المفترض يكون زوال التكنولوجيا التي تتضمن النت والكهرباء والموبايل، لكن المباني من المفترض أن تظل كما هي حتى لو بدون تكنولوجيا، ولكن في المسلسل فجأة عاد الإنسان للبدائية، يصطاد الحيوانات ويعيش في الخيام والصحارى.
كان من الممكن أن يغذي المخرج الجزء الخاص بالحرب بين الروبوت والبشر والتي ظل يشير إليها طوال المسلسل. فمثلا كان من الممكن أن زين الروبوت يصنع جيشا ويحارب البشر. والأحداث تتصاعد وتصبح جاذبة للمتلقي بشكل أكبر. كما أنه كان من الممكن أيضا أن الروبوت زين يقتل مؤنس ويذهب للواحة ويدمر مخططاتهم لكي ينقذ نفسه وجيشه من الروبوتات، وخصوصاً بعد علمه بالموجة الكهرومغناطسية التي ستقضي على أمله في تكوين جيش جديد والسيطرة على الأرض. كان من الممكن أيضا أن يظهر المُنتظر في آخر مشهد ومعه وسائل تكنولوجيا حديثة تبهر الناس الذين يعيشون الحياة البدائية وتجعلهم يؤمنون به على الفور كإسقاط على فكرة المُخلص أو فتنة المسيح الدجال.
ففي حقيقة الأمر، هناك أكثر من سيناريو كان من الممكن للكاتب أن يختار من بينها؛ لكنه للأسف الشديد اختار أسوأها وأكثرها تعقيدا وأبعدها عن التيمة الرئيسية للمسلسل وأيضا عن ذهن المتلقي وأفق توقعاته.