القاهرة 03 سبتمبر 2020 الساعة 10:35 ص
بقلم : محمد حسن الصيفي
معذور الكاتب هذه الأيام، عليه أن يبدع وأن يلم بالأساليب والتكنيك والمفردات، وأن يركض خلف الناشرين في عملية تحتاج لصبر أيوب، وأن يخاطب الجمهور ويداعب أحلامه بطريقته ولغته ومفرداته حتى يكسب رضاه ويتجنب سخطه، ويلهث في سباق لقمة العيش وكسب القوت في بلاد لا تعترف بمهنة تسمى الكتابة ويعتبر أن أصحابها صيع أو مرفهين!
والمتضرر الأكبر من هذه الدائرة اللعينة هو الكاتب نفسه والكتابة الجيدة كمهنة تقوم على رهافة الحس والمشاعر وجودة الناتج النهائي لعملية الرصد الدائم والمراقبة المستمرة للحياة.
وفي حال اهتم الكاتب بعملية الكتابة وحدها سيصبح رجلاً أنيقًا يرتدي بدلة العرس داخل غرفته الضيقة لا أحد يراه غير مرآته، ولذلك يلجأ إلى مواقع التواصل وجروبات الكُتُب، وجروبات الكتب بالأساس من المفترض أنها تهدف لخدمة الجميع، القارئ في المقام الأول والكاتب، تخدم الكل من جميع الأصناف والألوان دون تمييز وتعريف مستخدم الفيسبوك بكل جديد في عالم الكتابة وتبادل النقاشات الجادة في الأدب بكل أنواعه، لكن شئ آخر يحدث دائمًا، فبمرور الوقت أصبح المسؤلون عن هذه الجروبات مثل رجال المافيا، لهم رجالهم المفضلين ويحبون ويكرهون ويرضون ويسخطون ويتملقون كبار اللعبة دون صغارها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة على حساب البسطاء الأحق في الأساس بالتعريف والمساعدة، وطغت المجاملات الفجة الرخيصة لتمرير المصالح المشتركة بالدرجة التي جعلتني ألاحظ أن جروبات كبيرة للكتب تدور حول روايتين أو ثلاث طيلة الوقت!
أموال تضخ وهدايا عينية وكتب وروايات مجانية حتى يتم فرض الكاتب على القارئ مثل إعلانات البطاطس المقلية والمياه الغازية وإلخ إلخ!
وهنا تضيع فرص كبيرة للتعريف بكتاب شباب وكذلك انصراف الكتاب للاهتمام بالدعاية والتسويق دون الاهتمام بالمحتوى مما أدى لهبوط حاد في جودة الكثير من الأعمال المطروحة بقوة الدعاية والإعلان وأصبحت عملية التسويق هي الأساس بمرور الوقت وجودة الكتاب على هامش المسألة!