القاهرة 01 سبتمبر 2020 الساعة 09:45 ص
قراءة: أشرف قاسم
كيف يشف الإنسان ويخف حتى يصير ريشة من جناح ملاك؟ كيف يغسل الإيمان جوانحنا فيطهرها من أدران البشرية، ويحولنا ملائكة نرفل في فراديس المحبة وجنان الطهر؟
سنعرج من بهوك المرمري
إلى ذاتنا
نطيح بعرش الحمام الأبي
ليغدو لهيبا ويعلو سلاما
وتفنى بقايا دم السامري
لنا الصولجان!
في ديوانها "فاكهة الروح" الذي بين أيدينا تحلق بنا خيرية صابر- أحد علامات الإبداع المعاصر بتعبير د. كمال عيد- في سماوات الصوفية الواسعة بلغة أشبه ما تكون بتسابيح المتصوفة وأوراد الناسكين. ينهمر الشعر الصافي كالغدير العذب، تتداعى الصور البكر صانعة دهشة المتلقي من التقاط جوهر الحزن الإنساني، وألم الذات، والبحث عن معنى لهذا الوجود، من خلال قراءة مفردات هذا الوجود، وما تعاني ذواتنا فيه من تشظٍّ وارتباك.
هذه اللغة الصوفية شديدة الخصوصية التي اعتمدت عليها خيرية صابر في صنع عالمها الشعري تعتمد على المجاز والشفافية والمشهدية الدرامية أحيانا وذلك لأنها تنحاز إلى الوضوح في الشعر لا الغموض ربما بحثا عن روح الشعر:
يا سامعا لخطى الرؤى
في العين أو درب الدماء
يا سامعا لتهجدي
في السر والظلماء
يا مالك الملك الأحد
هب لي الرضا
سر الوصال!
وبغض النظر عن المباشرة في لغة خيرية صابر إلا أنها لم تتورط في الخطابية المجانية وبقي لنصها هذا العمق الدلالي وبقيت لمفردتها حساسية العارفين.
تحتفي الشاعرة في هذا الديوان بالروح، وبالدهشة الأولى التي هي سر الوجود، وعزاء الروح لحظة انكسارها:
يتساقط من عيني الضوء
أحلامي تهوى.. تتكسر
كم كان قليلا ما تبصر
إن تدرك جزء في لحظة
فهنالك آلاف الأجزاء!
إن ديوان خيرية صابر "فاكهة الروح" يمنح الروح السكينة في زمن نبحث فيه جميعا عن هذه السكينة.
صدر الديوان عن دار العبير..