القاهرة 28 يوليو 2020 الساعة 12:01 م
كتبت: زينب عيسى
لم تكن ثورة 23 يوليو عام 1952 ثورة شعبية على أوضاع سياسية فقط؛ لكنها قامت بسبب سوء أحوال اجتماعية واقتصادية أدت إلى ظهور كوادر وطنية كان لها دور كبير في التمهيد لقيام الثورة التي صارت بعد ذلك نموذجا يحتذى به لحركات التحرر بالعالم. والفن والأدب كان أيضا لهما دور مواكب للثورة بل كان الأدب له صوت على موائد القرار و ظهر ذلك جليا من إبداعات الكتاب لأعمال كان محورها ثورة يوليو المجيدة التي تتواكب ذكراها 68 في هذه الأيام.
وبمناسبة تلك الذكرى نرصد مجموعة من الروايات التي رصدت الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر والتي أدت إلى اندلاع الثورة..
رد قلبي:
قصة "رد قلبي" للكاتب الكبير يوسف السباعي والتي تتناول الأوضاع في مصر ومسألة صراع الطبقات في مصر قبل ثورة يوليو والتي كان من أحد أهدافها إلغاء الفروق الطبقية التي كانت سائدة في الفترة الملكية. وتحكي الرواية التي تحولت إلى فيلم سينمائي عام 1957 قصة الحب التي نشأت بين "إنجي" ابنة أمير إقطاعي من العائلة المالكة في ذلك الوقت و "علي" ابن الجنايني وكيف حاربت العائلة الأرستقراطية هذا الحب لتنتهي الأحداث باندلاع ثورة يوليو وتتوج قصة الحب بنهاية سعيدة في إشارة إلى تحقيق الثورة جزءا من أهدافها وهي العدالة الاجتماعية.
فى بيتنا رجل:
رواية "في بيتنا رجل" من تأليف الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وتحكي في قالب رومانسي قصة حب نشأت بين الفدائي "إبراهيم حمدي" و "نوال" شقيقة صديقه الذي لجأ إليه إبراهيم بعد أن قام باغتيال أحد القادة الكبار وساندته الأسرة البعيدة تماما عن مجال السياسة؛ لكنها لم تفتقر إلى الوطنية لتنتهي الأحداث باستشهاد إبراهيم بعد أن قام بتفجير معسكر للذخيرة لتشرق شمس الحرية مع قيام ثورة يوليو 1952، وقد لاقت الرواية نجاحا كبيرا عند صدورها وقدمت كفيلم سينمائي عام 1961 وتم اختياره ضمن أهم 100 فيلم في السينما المصرية.
بداية ونهاية:
رواية "بداية ونهاية" للكاتب الكبير نجيب محفوظ وهي مقتبسة من قصة حقيقية لأسرة كان يعرفها أديب نوبل شخصيا، و الرواية عبارة عن ملحمة كاملة تضم عذابات النفس البشرية، أحداث الرواية تبدأ خلال فترة الحرب العالمية الثانية حين كانت الفروق بين طبقات المجتمع المصري كبيرة جِدًّا، تدور أحداث الرواية حول أسرة بسيطة من الطبقة المتوسطة مكونة من الأب الذي كان يعمل موظفًا صغيرًا في وزارة المعارف والأم وبنت تدعى نفيسة وثلاثة أبناء (حسن، حسين، حسنين) تصف الرواية الصراع بين تلك الأسرة والظروف الاجتماعية الرهيبة التي واجهتهم بعد موت الأب المفاجئ وانعدام دخل الأسرة بسبب البيروقراطية المصرية المعتادة التي تسببت في تأخر صرف معاش الأب لشهور عديدة وصعوبة المعيشة.
رواية "بداية ونهاية" ذات طابع تراجيدى، فيها تتبع وتصوير تعقيد الحياة وعلاقات الأفراد، والتقاء التفاعلات الاجتماعية مع الواقع، وهى أول رواية لمحفوظ تحوّل إلى فيلم سينمائى (عام 1960 من إخراج صلاح أبو سيف)، وقد حوّلت عام 1993 إلى فيلم مكسيكى.
صح النوم:
صح النوم هي رواية للكاتب الروائي يحيى حقي (1905-1992). هي أقرب ما تكون إلى مجموعة قصص قصيرة منها إلى رواية. اتخذت من إحدى قرى الريف مسرحًا لها. وهي قصة سياسية فلسفية رمزية ساخرة كُتبت في أعقاب ثورة 23 يوليو. القصة -بدون أحداث متطورة- مقسمة إلى جزءين: كتاب "الأمس" وكتاب"اليوم". وقد مثل إنشاء محطة السكة الحديد ومرور أول قطار بالقرية الحد الفاصل بين الأمس واليوم. تُعد قصة هذه القرية إسقاطا على وضع مصر قبل وبعد ثورة 23 يوليو بشكل رمزي ساخر، حيث تظهر في القصة شخصية "الأستاذ" والتي ترمز إلى جمال عبد الناصر.
غروب وشروق:
"غروب وشروق" هى رواية من تأليف جمال حماد، والرواية تحكى قصة الفساد السياسى والاجتماعى قبل ثورة يوليو 1952، وقد تحولت لفيلم بنفس الاسم، وتبدأ أحداث الرواية بعد أن تم إخماد حريق القاهرة فى يناير 1952، حيث يطمئن عزمى باشا رئيس البوليس السياسى بأن الموقف تم السيطرة عليه وأنه ليس هناك أى خطر، ويعيش عزمى باشا فى قصره مع وحيدته مديحة المطلقة التى تتعرف على طيار مدنى (سمير) ويتزوجان، ويقيمان بداخل القصر، وتتصور مديحة أنها يمكنها أن تعيش بعيدًا عن سيطرة والدها، لذا تطلب من زوجها أن يعيشا بمفردهما خارج جدران القصر، إلا أن عزمى باشا يرفض ذلك. وتتوالى أحداث الرواية ليموت زوج الابنة في حادث مدبر من البوليس السياسي ويسعى صديقه إلى الانتقام له.. وبعد أن كانت حياته تافهة يتحول إلى مناضل يسعى إلى دور أسمى في تخلص الوطن من المستعمر حتى تنطلق شرارة ثورة يوليو..