القاهرة 21 يوليو 2020 الساعة 11:56 ص
حوار: صلاح صيام
داخل كل مبدع رحلة قطعها – بحلوها ومرها- ليصل إلى المتلقي الذي غالبا لا يعرف عن هذا المبدع شيئا إلا ما يصل إليه من إنتاجه الإبداعي. وفى هذه السلسة نرصد حياة المبدعين، ونخوص فى أعماقهم علنا نقدم للأجيال الحالية، التى فقدت البوصلة, وأصابها شيء من الإحباط.. صور مشرقة تعينهم على تحمل متاعب الحياة, وتكون نبراسا لهم فى قادمهم..
ونواصل اليوم حديثنا مع الشاعر والباحث الأردنى غازى المهر الذى بدأ حيثه بقوله:
الكتابة شيء جميل يعبر عما يجول في النفس من مشاعر وأحاسيس وهموم، وكذلك تجاه أحداث ومشاهد يتعرض لها الكاتب في حياته اليومية، ويسارع إلى الكتابة وأول متلقٍ يرى ما كتب هو نفسه.
كنت أقوم بقراءة ما يسطره قلمي وأعيد القراءة أكثر من مرة، ثم تأخذني الجرأة في توسيع جمهوري، فأبدأ بعرض نتاجي على المقربين من الأصدقاء، وأحيانا أتعرض للإحباط من سخرية بعض الأصدقاء على كتاباتي، تغلبت على ذلك من خلال ثقتي العالية بكتاباتي؛ وكلما كانت القضية التي أكتب فيها وعنها مهمة ولها علاقة بمبادئي.
كانت محاولاتي من خلال ردة فعل جمهوري في نوع الكتابة التي بدأتها وأول ما بدأت في كتابة الخواطر والقصة إلى أن استقر بي الحال إلى كتابة الشعر.
بدأت ثقتي تزداد شيئا فشيئا وكانت تدفعني هذه الثقة إلى جرأة عالية إلى عرض نتاجي على وسائل الإعلام من صحف ومجلات وأزداد ثقة بكتاباتي حين أجدها على صفحات تلك الجرائد والمجلات.
ثم تأخذني الجرأة مرة أخرى إلى زيادة عدد المتلقين وزاد طموحي في المواجهة فعمدت إلى مباشرة التلقي من خلال الأمسيات واللقاءات.
وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من فيس وغيره مكنني من مواجهة المتلقي مباشرة وبحضور أكثر اتساعا، كانت المواجهة في النقد والملاحظات وكنت أعتبرها وسيلة وأداة في تحسين أسلوب وشكل كتابتي.. لم أخش جمهوري ولم ينتابني الخوف من مواجهتم ومن انتقاداتهم؛ لأنني لا أريد الكتابة فقط بل أسعى دوما إلى الكتابة الجيدة، وكنت أعتبر الكتابة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي كتابة تجريبية الهدف منها الوصول إلى جودة عالية في كتابة النصوص الأدبية.
لم أتعمد في لحظة من حذف صديق كان ينتقدني، بل أثني عليه وأرحب كثيرا في ملاحظاته، وهذا ما دفعني إلى مزيد من القراءة والبحث والتأمل.
نوّعت في الأغراض الشعرية لتتناسب مع الأشكال الشعرية والفئات المستهدفة لتتناسب مع كل متلقٍ حسب ذوقه وميوله وعمره وجنسه ودينه، ركّزت على قصائد الأطفال والأناشيد وكانت لي تجربة ناجحة مع منشدين وفنانين، وكنت دائما أحرص على الكتابة الجيدة التي تحمل معان سامية بعيدة عن الفكر المتطرف وبعيدة عن ردة فعل الآخرين؛ لأن العلاقة باتت وطيدة فيما بيننا وتقوم على احترام الرأي والرأي الآخر.