القاهرة 16 يونيو 2020 الساعة 11:19 ص
كتبت: زينب عيسى
منها الحب في زمن الكوليرا و الطاعون وإيبولا76
لم يتخيل أحد أن يتسبب انتشار فيروس كورونا المستجد المتسيد للمشهد العالمي ، في ازدهار الروايات العالمية التي تتناول الأمراض والأوبئة ، خاصة بعد أن صنفت منظمة الصحة العلمية الفيروس كوباء نظرًا للسرعة الهائلة التي تفشى بها ولم يظهرعلاج ناجع إلي الآن يخلص العالم ذلك الكابوس، ومن ناحية أخري هناك روايات استقرأت ظهور كورونا وتنبأت بانتشار فيروس يطيح باقتصاديات العالم ويخلف وراءه كوارث إنسانية.
ويأتي علي رأس الأعمال التي تناولت الأوبئة ، رواية "الطاعون" للكاتب الفرنسي ألبير كامو الصادرة عام 1947، و"العمى" للبرتغالي جوزيه سارامجو الصادرة عام 1995، إذ شهدت الروايتان زيادة في المبيعات خاصة في مكتبات إيطاليا، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، التي أوضحت أن رواية كامو لا تزال متواضعة ولكنها ارتفعت قليلاً في الإقليم الفرنسي الموبوء بالمرض وبؤرة انتشار الفيروس في فرنسا بإقليم "واز"، فيما سارعت دار "بنجوين" الشهيرة في بريطانيا إلى إعادة طبعها.
ووفقًا لصحيفة "لاربيبليكا" الإيطالية، تصاعدت "الطاعون" من المركز 71 على بوابة المبيعات عبر الإنترنت في إيطاليا إلى المركز الثالث، فيما ارتفعت "العمى" في المبيعات بنسبة 180% واحتلت المركز الخامس على موقع أمازون في إيطاليا "Amazon.it".
وتدور أحداث "الطاعون" في مدينة وهران الجزائرية، حيث يجتاح الطاعون المدينة، ويُفرض عليها الحصار من الداخل والخارج، فتتحول المدينة الى سجن كبير لا أحد يدخل أو يخرج منها.
أما رواية البرتغالي ساراماجو، فتدور أحداثها حول تفشي وباء غير معلوم أسبابه يُصيب كل سكان المدينة تقريبًا مُسببًا لهم العمى.
ومن ناحية أخري ارتفعت مبيعات رواية "ستاند" لستيفن كينج، التي تتناول أحداث ما بعد نهاية العالم، و"عيون الظلام" لدين كونتز، الذي توقع فيها ظهور فيروس شبيه بالكورونا في مدينة ووهان الصينية، التي مثلت بالفعل أول بؤرة تفشي الوباء الأولى
إيبولا 76:
وتنبأ روائيون عرب وغربيون بوجود أمراض وفيروسات وأوبئة خطيرة تحتاج العالم من خلال رواياتهم منهم من جسد وقائع وأضاف إليها وآخرون نسجوا من خيالهم أحداثا تشابكت مع واقع حقيقي فيما بعد، ومن الروائيين العرب الذي لامسوا واقع الأوبئة الكاتب السوداني الكبير أمير تاج السر في روايته "إيبولا 76" وتحدث فيها عن الموجة الثانية لوباء إيبولا الذي اجتاح الكونغو الديمقراطية ومنطقة جنوب السودان وصدرت عام 2012 وترجمت لعدة لغات منها الانجليزية والفرنسية والاسبانية وهي تشبه ما نعيشه اليوم في ظل انتشار فيروس كوفيد 19 علي حد قوله، وتتحدث عن انتشار مرض الحمى النزيفية الذى يسببه فيروس إيبولا، وفيها الكثير من اللوحات الإنسانية، وصورت حالات المرض بذلك الفيروس، وماذا حدث بعد انتشار للفيروس
الطاعون
وتنبأ روائيون غربيون بوجود أمراض خطيرة تضرب مدن بأكملها وتشل حركة المجتمع مثلما حدث مع فيروس كورونا منها رواية" الطاعون" لألبير كامو، تناول فيها قصة مدينة تنعزل عن العالم بسبب انتشار وباء فيها، وتسرد الرواية حالة من الرعب تقارب بشكل رمزي ما يحدث في الواقع المعاصر، حيث يؤدى الغزو للبلد من قبل جماعات الجرذان، إلى ارتفاع نسبة حصاد الموت دون وضوح سبب الموت الجماعي في البداية..
الحرب العالمية الأخيرة
من تأليف ماكس بروكس والتي تتناول فكرة اكتساح فيروس للكوكب، وإجبار المجتمعات المختلفة على خيارات شديدة الصعوبة، فيما يخص الحجر الصحي والفرز الطبي للمرضى ومعسكرات الاحتجاز، وبينما سيشعر العاملون المدنيون بالمجال الطبي ببعض التردد حيال التعامل مع العسكريين، فإنه ببساطة سيتحتم عليهم ذلك من أجل هزيمة تحديات بيولوجية على مستوى عالمي.
"حكايات كانتربري"
وهي مجموعة قصصية ساخرة للكاتب جيفري تشوسر، تحمل هذه الرواية في ثناياها أصداء من "حكايات كانتربري"، وهي مجموعة من القصص القصيرة للكاتب جيفري تشوسر، تدور أحداثها على خلفية وباء الطاعون الذي اجتاح أوروبا في القرن الرابع عشر، وعُرِفَ باسم "الموت الأسود".
الحب في زمن الكوليرا
تعد رواية الحب في زمن الكوليرا من أشهر روايات الكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز، نُشرت الرواية للمرة الأولى في عام 1985م، وهي قصة حبٍّ طويلة تدور بين كلٍّ من فيمينيا داثا وفلورينتينو أريثا في فترة انتشار مرض الكوليرا في تلك المنطقة، وقد استوحى ماركيز هذه القصة من قصة الحب التي وقعت بين والديه، لكنَّ الفرق بين القصتين أنَّ والداه قد تزوجا ولم يصبحا من الشخصيات الأدبية المألوفة للكتاب، وخصص الكاتب مساحة من الرواية لوصف حال العالم مع انتشار مرض الكوليرا الذي حصد ملايين الأرواح ولم يكن له علاج في ذلك الوقت، وتتشابه مع الواقع الآني من حيث تلك النقطة لكنها تختلف في نسب الوفاة مع كورونا التي رغم ضحايا الفيروس للآن لم تتعد نسبة الوفيات عن 3% في كثير من بلدان العالم.