القاهرة 02 يونيو 2020 الساعة 12:21 م
بقلم: د. هبة سعد الدين
يبدو أن تغير وسرعة وتيرة العمليات الإرهابية واكبته الدراما كماً وكيفاً على مدى السنوات، وبخاصة فى السنوات العشر الأخيرة. فعدد الأعمال سينمائياً وتليفزيونياً ازداد بصورة واضحة، إلى جانب كيفية الاقتراب من الموضوعات.. فقد عالجت بعض الأعمال كيفية تجنيد الإرهابى ومواجهة الإرهاب إلى جانب التوثيق لتطورات الأحداث، ولذلك وجد الكاتب وحيد حامد فى مسلسل "الجماعة" بجزئيه الأول 2010 للمخرج محمد ياسين والثانى 2016 للمخرج شريف البندارى، وأعلن مؤخرا عن استكمال كتابة الثالث، ضالته فى البحث التاريخى عن تلك الجماعة الإرهابية وتشابك علاقاتها على مدى التاريخ، فنشأة الجماعة وتنظيماتها السرية التى كانت وراء العديد من عمليات الاغتيال جانب من الخيط، ويبدو أن وحيد حامد وجد كنزه الخاص من خلال الدراما التلفزيونية، فكما كان مسلسل "العائلة" 1994 للمخرج إسماعيل عبد الحافظ مساحة من الوصول لكل بيت؛ نظراً لطبيعتها وأنها تسمح بعرض المزيد من التفاصيل على مدى الثلاثين حلقة.
ورغم أن "جماعة" وحيد حامد تعد مساحة من التأصيل الأكثر وضوحًا للإرهاب؛ نظراً لامتداد نشاط الجماعة العنيف من البدايات، فإن هناك عدداً آخر من المسلسلات التى اقتربت من كيفية التجنيد ومواجهة الدولة وضحايا تلك العمليات والتمويل وغير ذلك من المعالجات التى حاولت أن تجعل الصورة واضحة أمام أعين الجمهور.
وكما كان عام 1917 عام الحصاد السينمائي؛ جاء 2018 كحصاد الدراما التليفزيونية، من خلال عدد كبير من الأعمال: "أبو عمر المصرى" المأخوذ عن قصة عز الدين شكري فشير، وسيناريو وحوار الكاتبة مريم نعوم وإخراج أحمد خالد موسى، و "كلابش الجزء الثاني" لباهر دويدار وبيتر ميمى، و "السهام المارقة" لمعز مسعود، وخالد دياب ومحمد دياب، وإخراج محمود كامل، و "نسر الصعيد" لمحمد عبد المعطى و ياسر سامى، "أمر واقع" لمحمد رفعت ومحمد أسامة، "المعجزة" لمحمد سليمان عبد المالك وشريف إسماعيل.
وهنا نجد الدراما وقد قدمت جوانب الإرهاب المتنوعة بكل وجوهها؛ فتارة مواجهة الضابط للإرهاب فى سيناء، وأخرى العمليات الإرهابية وتمويلها ودور الأنظمة ومخابرات الدول فى تنفيذها، وثالثة الإرهابى بتنوعات أدواره سواء كقائد داعشى أو فرد فى التنظيم أو مغيب يعبث بمصيره الآخرون؛ وكذا تنوع العمليات الإرهابية والتخطيط لها ومراحل تنفيذها.
وهناك أعمال سبقت ذلك العام. ففى 2016 كان مسلسل "القيصر" تأليف محمد ناير وإخراج أحمد نادر جلال.
وإن كانت "جماعة" وحيد حامد قد أصلت لتاريخ العنف وبدايات الإرهاب. ومن المتوقع أن يفصح الجزء الثالث عن المزيد من تفاصيل التشابك ما يين الجماعات الإرهابية والعلاقات فيما بينها؛ إلا أن الأعمال الأخرى جاءت بتنفيذ العمليات الإرهابية لحظة بلحظة وسطرت بشكل واضح العلاقات على مستوى الداخل والخارج. ويبدو أن التطورات التى لحقت بها على مستوى الواقع قدمت كنوزاً من المعلومات ساعد بدوره الدراما على التواجد فى معسكر المواجهة بكل قوة، لنرى مؤخراً الدراما "التوثيقية" بصورة متفردة، وذلك ما سنقترب منه لاحقا.