القاهرة 02 يونيو 2020 الساعة 12:16 م
بقلم: د. حسين عبد البصير - مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية
تعد أبيدوس أهم البقع الدينية في مصر القديمة، فهي المركز الرئيسي لعبارة الإله أوزيريس. وأبيدوس هي الاسم اليوناني لتلك المنطقة التي عُرفت في مصر القديمة بـ "أبدجو"، وعرفت في المرحلة القبطية بـ "إبوت". وتقع على حافة الصحراء على الجانب الغربي من الإقليم الثامن من أقاليم مصر القديمة. وتعرف الآن بـ "العرابة المدفونة" في البلينا، وتبعد حوالي "11كم" إلى الجنوب الغربي منها، في محافظة سوهاج في صعيد مصر. وتعود أقدم آثار أبيدوس إلى حضارة نقارة الأولى في عصر ما قبل التاريخ في تلك المنطقة. وكانت أبيدوس تتصل قديمًا بنهر النيل بقناة مائية صغيرة. وفي عصر بداية الأسرات المصرية، أصبحت أبيدوس أهم مكان للدفن في أرض مصر. وأقام ملوك الأسرتين الأولى والثانية مقابرهم بها. وأصبح معبد معبودها المعبود المحلي "خنتي إمنتيو" (وتعني "إمام الغربيين" والمقصود بهم الموتى) مركزًا دينيًا مهمًا. وفي عصر الأسرتين الخامسة والسادسة، اتحد هذا المعبود مع المعبود أوزيريس. وأخذ الأخير كثيرًا من صفات الأول، وطغى وجوده على وجود الأول حتى أصبح أوزيريس مقدمًا على "خنتي إمنتيو"، وأصبح اسمه "أوزيريس خنتي إمنتيو". وفي عصر الدولة الوسطى، أصبحت أبيدوس المركز الديني الشعبي والرئيسي في مصر القديمة. وطغت شهرتها الدينية على ما 6عداها من المراكز الأخرى. وبدأ ملوك تلك الدولة بناء معابدهم الجنائزية بها. وفي العصر الدولة الحديثة، بنى ملوكها معابدهم الجنائزية الرائعة بها مثل معبد الملك سيتي الأول ومعبد ابنه الملك رمسيس الثاني. وعلى الرغم من أن شهرة أبيدوس الدينية امتدت طوال عصور التاريخ المصري القديم إلى دخول المسيحية، فإنها لم تكن في أي يوم من الأيام صاحبة أي نفوذ سياسي ولم تكن عاصمة لمصر القديمة.