القاهرة 28 مايو 2020 الساعة 12:57 م
بقلم : د. حسين عبد البصير - مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية
حكم مصر فراعنة عظام، ورغم ذلك حكمها أيضا عدد من الفراعنة الضعفاء، وفيما يلي نذكر بعضًا من أشهر أولئك الفراعنة الضعاف ..
بيبي الثاني:
حمل الملك بيبي الثاني في نهاية الأسرة السادسة في نهاية عصر الدولة القديمة. وذكر عنه المؤرخ المصري القديم مانيتون السمنودي أنه وصل إلى العرش في سن صغيرة جدًا؛ إذ كان عمره حوالي ست سنوات، وأنه حكم حوالي 94 عامًا، وأن أمه كانت الوصية عليه، كما كان خاله الأمير الصعيدي وأيضًا الوزير "جعو" صاحب اليد العليا في تصريف أمور البلاد، وحكم بيبي الثاني أطول فترة حكم لعاهل في التاريخ حوالي 94 عامًا على الرغم من أن هذا الرقم متنازع عليه من قبل بعض علماء المصريات الذين يؤيدون عهد أقصر مدة.
الملك رمسيس الحادي عشر:
رمسيس الحادي عشر كان آخر ملوك الأسرة العشرين وعصر الدولة الحديثة، واتسمت مصر في عهده بعدم الأمن وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وكان ذلك بسبب حالة مصر الداخلية المنهارة، وتهاون الملك في الدفاع عنها، وعجزه عن القيام بمهام الفرعون الحاكم لاستتباب الأمن والأمان في البلاد وبين العباد، وفي أواخر عهد رمسيس الحادي عشر، استغل أحد الكهنة الفرصة، ويسمى "حريحور"، كبير كهنة الإله آمون في طيبة في الجنوب، واستقل بحكم صعيد مصر خارجًا عن سيطرة الملك رمسيس الحادي عشر.
الملك سمندس:
الملك هو مؤسس الأسرة الحادية والعشرين، وقد اعتلى العرش بعد دفن الملك رمسيس الحادي عشر، وفي وضع لا يتكرر كثيرًا، تعاصر الملك سمندس في فترة حكمه مع فترة كبير كهنة آمون المدعو حريحور في طيبة في الجنوب، وتعد هذه من المرات القليلة التي حكم مصر فيها الكهنة، أو ما يعرف بـ"الحكم الثيوقراطي"، أي "حكم رجال الدين"، ولم يكن ذلك النوع من الحكم معروفًا في مصر القديمة؛ ويرجع ذلك إلى ضعف الملك سمندس الذي لم يستطع السيطرة على جنوب البلاد وظل الجنوب في قبضة كهنة الإله آمون، وكان في البلاد حاكمان: حاكم في الشمال في تانيس، الملك سمندس، وحاكم في الجنوب في طيبة كبير، كهنة الإله آمون حريحور.
الملك تنوت أماني:
الملك تنوت أماني هو ملك كوش، وفرعون مصر، وآخر ملك في الأسرة الخامسة والعشرين الكوشية، وبعد رحيل الأشوريين عن مصر وتنصيبهم للفرعون التابع لهم نخاو الأول، جد ملوك الأسرة السادسة والعشرين الصاوية في الدلتا المصرية، سير الملك تنوت أماني جيوشه غازيًا لمصر كلها حتى العاصمة الأبدية منف رغبة في الانتقام من الأشوريين، وكرد فعل لذلك، عادت جيوش الأشوريين إلى مصر مرة أخرى، ونجحت في طرد الكوشيين إلى الجنوب، ومنذ ذلك التاريخ وحتى وفاته، حكم الملك تنوت أماني مملكة كوش فقط، من مدينة كرمة في الجنوب.
الملك بسماتيك الثالث:
الملك بسماتيك الثالث هو آخر ملوك الأسرة السادسة والعشرين الصاوية قبل الاحتلال الفارسي الأول لمصر، وحكم مصر لعدة أشهر فقط قبل أن يهزمه الملك قمبيز ملك الفرس، وحُمل إلى عاصمة الفرس في سوسة مقيدًا بالأصفاد والسلاسل حيث تم اعدامه لاحقًا، كما تذكر إحدى الروايات التاريخية عن نهايته.
ثم أرسل قمبيز في طلب بسماتيك الثالث، وعامله باحتقار شديد، وجعل ابنته ترتدي زي الإماء، وأرسلها وبيدها إناء لتسقى به هي ومجموعة من بنات الأشراف، إمعانًا في ذلهن، ولما رآهن بسماتيك الثالث، غض الطرف عنهن. ثم رأى ابنه مصحوبًا مع ألفي مصري في طريقهم للقتل، لكنه ظل مستكينًا، كما كان عند رؤية ابنته، غير أنه انهار تمامًا عندما رأى رجل بلاطه، وهو يتسول من الجنود، فلما رآه الملك، لم يستطيع أن يمسك دموعه.