القاهرة 21 مايو 2020 الساعة 11:52 م
كتبت: زينب عيسي
* علي أبو دشيش : كعك العيد عادة وثقافة فرعونية والمصريون أول من صنعوها
يزخر التراث المصري بالكثير من القصص والعادات المتوارثة، ولعل من أكثر العادات التي يتمسك بها الشعب المصري صناعة المخبوزات خاصة الكعك ويرتبط بعيد الفطر المبارك وتعتبر من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد ويبلغ عمر تلك الصناعة والعادة المصرية الأصيلة آلاف السنوات وكانت محببة للجميع لما تنشره من بهجة في طريقة إعدادها قبل تناولها.
وتبدأ صناعة الكعك في مصر القديمة، مرورًا بنقوش "كل وأشكر" في الدولة الطولونية وحشو الذهب في عهد الدولة الإخشيدية ودار الفطر في الدولة المصرية ثم أخذ هذا الطقس اليونانيين عنهم لكعك العيد ..
وفي دراسة للأثري علي أبو دشيش عضو اتحاد الآثريين المصريين أكد أن المصريين من أوائل شعوب العالم احتفالا بالأعياد، مشيرا ان السعب المصري يعتبر أول شعب صنع الكعك في الاعياد الدينية
وتقول الدراسة أن صناعة الكعك اتخذت شكل القرص لأنها مرتبطة في عقيدة القدماء المصريين بقرص الشمس، والتي كانت من مظاهر الكون المقدسة في مصر القديمة، حيث نجد الكعك يأخذ الشكل المستدير الكامل ويزين بخطوط مستقيمة وكانت النساء في مصر القديمة تصنعن الكعك لإهدائه إلى معابد الإله والكهنة خلال الاسرة ال18، وقد سجلت على جدران مقبرة الوزير خميرع في الأقصر نقوشا جميلة لصناعة الكعك؛ حيث كانت تقوم النساء بإحضار عسل النحل الصافي ويضاف مع السمن ويضعونه على النار ثم يضاف إليه بعض الدقيق وعند الانتهاء منه يتم تزيينه ببعض الفواكه أو يحشونه بالعجوة.
وأوضح أبو دشيش أن الأعياد في مصر القديمة كانت تصنف إلى نوعين هما "أعياد السماء" وهى التي تضم التقويم الفلكي والتقويم القمري، و"أعياد دنيوية" أو حياتية ومحلية ودينية وزراعية ،وتضم الأعياد الرسمية والجنائزية، مشيرا إلى أن من أكثر فصول السنة التي تقام فيها الأعياد والاحتفالات الدينية والشعبية في مصر القديمة هو (فصل أخت) ويعني الفيضان.
كما أشارت الدراسة إلى أن الاحتفال بالعيد خلال الدولة القديمة اتخذ مظهرًا دينيا، فكانت مظاهرالاحتفال تبدأ بذبح الذبائج وتوزيعها على الفقراء، والبعض كان يقدمها كقرابين للآلهة.
وأشار إلى أنه أثناء الاحتفال بتلك الأعياد كانت ترتل الأناشيد وتزين المعابد وتقدم القرابين، واستخدم المصري القديم كلمة (حب) للتعبير عن العيد، فكلمة (حب نفر) تعنى عيد سعيد، وكانت تسجل داخل المعابد المصرية في صالات الاحتفالات أو تكتب على ورق البردي وتوضع في مكتبة المعبد مثل قوائم الأعياد المسجلة في معبد رمسيس الثالث.
ومن أقدم العادات التي ظهرت مع الاحتفال بالأعياد وخاصة عيد رأس السنة صناعة الكعك والفطائر والتي انتقلت بدورها من عيد رأس السنة لتكون سمة من سمات الأعياد التي جعل لكل منها نوع خاص به، وكانت الفطائر مع بداية ظهورها في الأعياد تزين بالنقوش والتعاويذ.