القاهرة 19 مايو 2020 الساعة 12:14 م
كتب: صلاح صيام
كيف يصوم المبدعون؟ سؤال نطرحه فى هذه السلسلة من الموضوعات التى نترك فيها المساحة كاملة- دون تدخل منا- للمبدع ليبوح بأسراره وذكرياته مع الشهر الكريم.. واليوم موعدنا مع الشاعر الجزائرى بلقاسم عقبى:
في الليلة الأولى التي يُعلن فيها أن الغد هو أول أيام شهر رمضان الكريم.. يُخفَّف العَشاءُ استعدادا لأول سحور، هذا بعد أن تكون على استعداد قبل ذلك نفسيا وعقائديا لشهر التوبة والغفران.
تستعد الأسرة كغيرها من الأسر الجزائرية للسحور الأول، حيث يستيقظون قبل وقت السحور لأعداده، ويكون عادة كسكس وحليب وزبيب. وبعض الأسر الأخرى تختلف حسب العادات فيما تعده. بعدها توقظ العائلة بقية الأسرة التي يجب عليها الصيام، بعد ذلك نصلي الفجر ثم ننام. وفي الصباح يذهب العامل إلى عمله الذي تتغير مواعيد الدوام فيه حسب كل مؤسسه لتتلاءم مع الشهر الكريم مثلا بدل الثامنة صباحا تصبح في التاسعة ويستمر العمل حتى الثالثة بعد الزوال حتى يتسنى للعاملين وبخاصة العاملات لقضاء حوائجهم وإعداد الفطور قبل المغرب.
ومنهم من يذهب إلى صلاة الظهر والعصر في المساجد وبعضهم بالبيت.
وحين يقترب موعد آذان المغرب يكون الجميع بالبيت إلا العاملون في الأماكن الحساسة كالأطباء أو الدفاع المدني أو الأمن وغيرهم.
تجتمع الأسرة حول مائدة واحدة وهذا ما لا يحدث في غير رمضان.. يخرج الأطفال للشارع أو على أسطح المنازل ليسمعوا الآذان وبعد ذلك يقرأ الأب أو الأم الدعاء المعروف (اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا.. ذهب الظَّمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله).
يبدأ الجميع الإفطار على بعض التمر والحليب والبعض يأخذ بعض التمر معه إلى المسجد إن كان قريبا ليصلي صلاة المغرب فيه وبقية الأسرة تصلي بالبيت.
ثم يعود الجميع إلى المائدة لتناول بقية الفطور .
ومما يكون في الفطور مختلف بين منطقة وأخرى حسب العادات والاختلاف ليس كبيرا فيما بينها.
حساء من الفريك نسميه (الجاري) ويسميه البعض الآخر (الحريرة)
تكون دافئة.. منهم من يكتفي بذلك حتى لا يثقل المعدة كي لا تعيقه في صلاة التراويح ومنهم من يشبع بالأكل من طبق آخر.
نستريح قليلا ثم نشرب قهوة أو شايا، وحين يقترب أذان العشاء نخرج للذهاب إلى المساجد لصلاة التراويح والتي تدوم بين ساعة أو ساعة ونصف حسب القارئ وبعد الخروج من المسجد منا من يعود إلى البيت، ومنا من يذهب للقاء الأصدقاء أو الأقارب، ليسهر قليلا إما في مقهى أو ببيت أحد الأقارب وكل يوم تتغير اللقاءات. ومنهم من يسهر حتى يقترب موعد السحور. وأثناء السهرات يتناول الساهرون بعض الحلويات منها (الزلابية) أو (الباقلاوة) مع الشاي أو القهوة، ومنهم من يعود للبيت ليسهر مع أولاده وأسرته يتبادلون أطراف الأحاديث الحياتية المفيدة. وللعلم ليس عندنا فوانيس رمضان مثل ما هو موجو بمصر وبعض بلدان المشرق العربي إلا في السنوات الأخيرة بدأت تظهر في الأسواق قبيل شهر رمضان.. ومنهم من ينام ليستعد لسحور اليوم التالي للصيام.