القاهرة 19 مايو 2020 الساعة 12:09 م
حاورتها: شيماء عبد الناصر
ماذا يمثل الفن بالنسبة لك. وما هي رسالتك من خلال الفن التشكيلي؟
الفن قدر وهبة إلهية يجب أن نتعامل مع معطياتها بشيء القداسة.. ومع اكتمالها بداخل أي فنان يصبح شخصا آخر. متأرجحا دائما بين الحلم والواقع. الفن بالنسبة لي ذلك العالم الآخر الذي لم أره، ولكن لي كل الحق في تخيله. ذلك المكان الآمن لكي أطلق كل أحلامي وغضبي وفرحي وجنوني. وبروح ذلك الفن تتجمل الحياة ونحمل فوق أعناقنا مسؤولية ما متعنا به من هبة الفن. وعلينا أن نرسم ما في العالم من أفكار. قد أستطيع أنا رسمها ولكنها تلامس الآخرين فتهذب من طباعهم ومعتقداتهم وأفكارهم نحو إعلاء الجمال والفن.. وفي الواقع المادي يقع علي مسؤولية ورسالة أن أحترم ما وهبني الله به، وأن أقدم ما ينشر في المجتمع الجمال والحرية والحس الإنساني من خلال أعمالي الفنية.
من من الفنانين الذين أثروا في تجربتك الفنية ومن أكثر فنان تحبين الحديث عن تجربته؟
إن أكثر من أثر في تجربتي الفنية والمعتمدة على تجربتي الإنسانية هم أولئك الفنانين أصحاب التجارب الناضجة والروح الإنسانية المتجسدة بوضوح في أعمالهم.
ذلك الفنان المتماهي مع جوهره دون أي خجل والمعلم عن نقائصه أو ميزاته على حد سواء. إن كل من قابلت وكل من سمح لي الحظ وعرفته في الحركة الفنية التشكيلية بمختلف تشعباتها قد أضاف إلي شيئا دون الوقوف عند حالة شخص بعينه. وإن اخترت أحد الفنانين كي أحدثك عنه من منطلق انطباعي الخاص واهتمامي بتجربته.. يمكن أن أختار مثلا النحاتة الفرنسية كاميل كلوديل، أو العالمي المصري شادي عبد السلام، أو شاجال، أو رودان، أو جبران خليل جبران.... وغيرهم ممن يمثل وقع اسمهم تاريخا كبيرا ومهما بالنسبة لي..
ما هي الفكرة العامة في معرضك الأخير بقاعة كلية الفنون الجميلة بعنوان اللحظة؟
تدور فكرة معرض (اللحظة) حول تسجيل اللحظات الخاصة التي قد تمر بالإنسان، وتصبح كما لو كانت جسرا للعبور إلى حالة إنسانية أخرى.. وحياة أخرى. وليست اللحظة بمداها ولكن بتأثيرها. فلم يعد الميلاد هو الميلاد الجسدي، بل هو ذلك التحول الاضطراري الذي قد يمس الروح الإنسانية فيسعدها حينا فتتلون وتزهر أو يؤلمها فتخبو وتتوارى.. وفي كلا الحالتين تترك بعض اللحظات في حياتنا أثرا وندبة دائمة.. فتصبح هذه اللحظة حينها هي محور الكون، وقد تتغير أو تتوقف عندها الحياة. وقد ينطبق ذلك الشعور على كثير من اللحظات في تاريخ الإنسانية وشخصياتها الشهيرة في الأدب والأسطورة والواقع أيضا وهذا ما يجعلها محل تسجيل وتذكر في الوجدان الانساني. وفي هذا المعرض أسجل لحظات إنسانية تعبيرية وقفت عندها كثيرا من خلال تشخيص تلك اللحظات المرهفة. ومن ضمن مجموعة الأعمال ما يضم لحظة ميلاد جديد بحياتي وأخرى للحظات لقاء وأخرى لمشاعر جمود ورهبة.. وقلق توارى خلف ملامح محايدة. ومن أكثر النقاط سعادة لي أن أصل بلغة وتعبير الجسد الصامت لقوة تعبير أأملها وأنشدها بشغف عند اكتمال العمل الفني.. فأجده في النهاية تجسيدا تعبيريا لصرخة صخرة نابضة بالحياة.
كيف هي علاقتك بالخامات المختلفة وما أقربها إلى قلبك؟
الخامة هي وسيط وصديق يجب الاقتراب لأقرب دائرة منه كي أستطيع أن أبوح إليه بأفكاري. أعشق الرسم بالحبر وخاصة الأسود. وأيضا تقنيات الحفر والطباعة البارزة على وجه التحديد. أما في التصوير فأعمل بالإكريليك والخامات المختلطة. وأحيانا بالألوان الزيتية. ولي تجارب بسيطة في مجال النحت.