القاهرة 18 ابريل 2020 الساعة 04:30 م
كتب: محمد علي
في مطلع فبراير من العام الجاري تفاجأ الجمهور العربي بانطلاق عرض المسلسل الكوميدي بطولة الثنائي المميز هشام ماجد، وشيكو "اللعبة"، وذلك بعد أن خرج من السباق الرمضاني لعام 2019 دون إبداء أسباب واضحة، وعُلم فيما بعد أن العمل قد تم تأجيل عرضه إلى الموسم الرمضاني لعام 2020، إلا أن أصحاب العمل قد قرروا عرضة على منصة شاهد الترفيهية في الأيام الأخيرة من يناير والاولى من فبراير مطلع العام الجاري.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع العمل لحد كبير حتى أنهم ومع وصولهم للحلقات الأخيرة باتوا يطالبون صناع العمل بضرورة البدء في العمل على إنجاز جزء آخر للمسلسل.
بدايًة قصة المسلسل تدور في إطار كوميدي لا يخلو من المغامرة حيث يقوم كل من مازو و وسيم بمنافسة بعضهم البعض في تحديات سببت لهم مشاكل عدة لكنهم قد اعتادوا على ممارستها منذ سن صغير، وعندما يتوقفان عن اللعب يقوم شخص ما مجهول بتقديم حل جديد للعب يمكنهم بالفوز بمبالغ مالية ضخمة، وهو نتاج ورشة كتابة قامت تحت إشراف فادي أبو السعود بينما قام بمعالجة كل الأفكار وكتبتها في صيغة السيناريو والحوار محمد صلاح خطاب، من إخراج معتز التوني، والعمل بطولة جماعية اشترك فيها مع الثنائي كل من مي كساب، محمد ثروت، ميرنا جميل، عارفة عبد الرسول، احمد فتحي وسامي مغاوري.
واعتبر المسلسل في رأي العديد من المهتمين بالكوميديا التلفزيونية أنه الأفضل من حيث المستوى الفني والتقني على كافة الأصعدة، بداية من الكتابة الاحترافية التي خدمت الفكرة الرئيسية من خلال تماسك السرد وقوته وتصوير الجوانب المختلفة لحياة البطلين اللذان يتنافسان طوال المسلسل لحصد نقاط تمكنهم من الفوز واعتلاء المرتبة الأولى، وكذلك من حيث الإخراج الذي ساهم في خلق حالة عامة من الألفة بين المادة المصورة وعين المُشاهد الذي ظل على حاله مقتنع بالعمل حتى اللحظة الأخيرة، وأيضًا الأداء التمثيلي لكل الشخصيات الذي وصل لحد كبير من الاحتراف في مشاهد متعددة.
عمل كل من كتاب العمل ومخرجه على استغلال بساطة الحبكة الدرامية بكونه مسلسل كوميدي في المقام الأول والأخير في الوقوف على مسافة واحدة بين أبطال المسلسل ككل؛ بمعنى أدق ألا يقوم على شخصية البطل الأوحد وقد خلق ذلك حالة من التنوع أضافت للعمل عنصر المتعة، وذلك كما اشارنا في سياق سيناريو وحوار جاء متماسك، فكل مغامرة يقوم بها أبطال العمل تضيف للقصة وتجعلها أكثر متعة كما تساهم في تغيير طبائعهم وسلوكهم الشخصي وكيف يرون أنفسهم وغيرهم وسعيهم وراء معرفة المجهول الذي يلعب بهم دون أي ملل او اضاقة مشاهد ولقطات لا أهمية لها.
كما ساهمت البطولة الجماعية أيضًا في الوصول لمستوى عالً من كوميديا الموقف وذلك من خلال استغلال الارتجالات التي اعتاد أبطال معتز التوني القيام بها؛ من خلال الإيفيهات التي كان واضحا أنها مرتجلة من الممثلين ولكنها كانت ممتعة وإضافة هامة للغاية.
وساهم تطور الأحداث في المسلسل ف التأكيد على فكرة البطولة الجماعية وذلك في اختيار كل من مازو ووسيم فريق لنفسه يساعده على المكسب وحصد نقاط المهمة وبالتالي يشاركه في الجائزة المادية؛ مم أتاح خلق خيوط ثنائية فيما بين الأبطال اللذين كانوا أقارب وأصدقاء في الأصل، وهذا ساهم بشكل فعال في مضاعفة الحس الكوميدي وزيادة معدل الضحك لدي المُشاهد، فكلما كانت المهمات جماعية كانت المشاهد أكثر كوميدية.
و الجدير بالذكر هو نهاية المسلسل وفيها يدرك صناعه احتمالية الإعجاب الجماهيري به فتصبح النهاية مفتوحة على أبواب عديدة يمكن من خلالها القيام بالتحضير لتصوير جزء ثان من العمل، وبالفعل أصبح العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يطلبونه في الموسم الرمضاني القادم.
وختامًا نتمنى من أسرة المسلسل سرعة التحضير وتصوير الجزء الثاني من العمل واستمرار نجاح العمل ونجاح صانعوه.