القاهرة 14 ابريل 2020 الساعة 02:04 م
بقلم: د. هبة سعد الدين
حول واقعنا مع فيروس "كورونا" الكثيرين نحو البحث عن تلك النوعية من الأفلام التى رصدت الأوبئة والفيروسات وتأثيرها وكيفية مواجهة العالم لها بصورة "لاهثة" وكأنهم يبحثون من خلال تلك الأفلام عن نهاية لذلك النفق المظلم الذى نعيشه وماذا قالت السينما لمواجهة ذلك فقد تعب الجميع من نصائح الأطباء ولغة الأرقام التى تصيبنا بالاكتئاب؛ لذلك صعد مؤشر البحث بفيلم "كونتجون أو العدوى" للمخرج ستيفن سبيلبرج للصدارة من رقم 270 وذلك يعد منطقياً، حيث كان إنتاجه عام 2011 ليتجاوز منطق السنوات نحو المركز الثامن!!.
لقد انطلق ذلك الفيلم من فيروس "سارس" الذى أصاب العالم بين عامى 2002 و 2003 ، وكان سبباً فى وفاة 774 شخصا! وتخيل الفيلم واقعاً تجاوز تلك الأحداث نحو العدوى بفيروس مختلف جاء من "خفاش" وانتقل سريعاً على مستوى العالم بأحداث اقتربت كثيراً من واقعنا مع "كورونا" فقد تجاوز المخرج العالمى "سبيلبرج" ما حدث فى هذه الشهور على مستوى "سارس"، نحو أفكار تتسع وتمتد نحو وباء أكثر انتشاراً وأقوى تأثيراً وقدرة على إحداث كل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك مع جعله الأقرب لذهن جمهور السينما، فبراعة التفاصيل التى صاغها وأبهرت الجمهور منذ عشر سنوات، جعلته ينتقل من عالم الخيال نحو الواقع!!
هناك عدد من الأفلام التى رصدت ذات الفكرة سواء الفيروس أو العدوى أو الوباء بتفاصيل ما يمكن أن يحدث وتطورات ذلك، لكن "كونتيجون أو العدوى" تجاوزهم نحو رؤية واقعنا!! وذلك ما جعله يعود للمشاهدة مرة أخرى بعد كل هذه السنوات؛ بل يدعو للمزيد من التساؤلات حول ذلك التشابه.
لقد جاءت تلك المجموعة من الأفلام بعد سارس وأنفلونزا الطيور والخنازير؛ لتقدم السينما خيالا من وحى الواقع وعمق رؤيتها لتفاصيل الخيال جعل المشاهد فى ذلك الوقت ينبهر بما يحدث وهو يلاحق أنفاسه غير مصدق ما يشاهده ويراه فى إطار "الخيال العلمى" الذى لا يمكن أن يحدث، لكنه فى ذات الوقت استطاع أن يسطر منه واقعاً!
الجانب الآخر أنه لم يتم الاكتفاء بعودة "كونتيجون" للصدارة على مؤشر البحث، فقد تم استغلال ذلك لتظهر حملة للتوعية من خلال نجوم الفيلم، لحث جمهور النجوم على الالتزام بكافة قواعد التعامل مع حالة "كورونا".
لقد أعادت "كرونا" عدة أفلام للمشاهدة والتحليل والتفكير والتساؤل؛ لكنها جعلتنا نتساءل عن وحى كرونا وما سيأتى به من أفكار وخيال نلهث خلفه وننبهر وتتلاحق أنفاسنا أثناء متابعته، ونراه مرة أخرى مجرد خيال، لنتساءل فى لحظة عما ستحمل لنا السينما من "واقع" فى أيامنا القادمة!