القاهرة 14 ابريل 2020 الساعة 11:57 ص
كتب: صلاح صيام
اللبنانية سامية خليفة: قاومت الفراغ بلوحات قهرت الملل
السورية ميادة سليمان: أنهيت الأعمال المؤجلة واكتشفت أسرتى
فيروس"كورنا" حديث الساعة، العوام قبل المثقفين، أوضاع جديدة خلفها هذا الوباء اللعين، حبس الناس فى ديارهم، وحجب المبدعين عن مخالطة المتلقينلأعمالهم, فماذا يفعل المبدعونوكيف أثر الحجر المنزلى عليهمفى هذا التحقيق نحاول الإجابة..
المبدعة اللبنانية سامية خليفة تصف لنا حالتها قائلة:
الصمت يسيطر على حاسة البصر، العينان مثقلتان بالتعب، هو تعب من نوع آخر، هو البحث المتواصل في الفراغ عن أي شيء يملأ الرؤية غير أثاث المنزل غير شاشة التلفاز، غير العالم الأزرق الذي أمست سماؤه رمادية فالملل يغير زهو الألوان،ذلك المكوث القسري الذي أحدث خللا في الرؤية لا بد وأن أجد له حلا مناسبا ، فما كان من جدوى لحل هذه المعضلة إلا بإطلاق الخيال شعرا وكتابة, وباستنزاف أنابيب التلوين في لوحات،قهرت الملل وقتلته بما هو أقوى فعالية من الفيروس كورونا،قتلته بإحياء الحرف واللون،تصاعدت الألوان كوبرا تتراقص على أنغام حروفي واستلقت بكل غوايتها على لوحاتي تمرغت بجلدها الرطب على القماشة.
وكم تساءلت وأنا أودع مللي لو أننا أدركنا أن قانون الجاذبية لدى الجاذبية.
المبدعة السورية ميادة سليمان:
* في ظلّ هذا الظّرف القاسي الّذي نعيشه، تحتّم علينا البقاء في منازلنا، كي نحمي أنفسنا، ونحمي الآخرين.
ولمّا كنتُ من النّساء العاملات، فقد كان الجلوس طويلًا يجعلني أشتاق لزملاء العمل، ولطلّابي، ومهنتي.
وإن كانت فرصة اعتبرتُها ذهبيّةً من أجل إنجاز بعض الأعمال المتراكمة، سواء في العمل، أو في المنزل، فبِحُكم انتقالي من محافظة الحسكة إلى محافظة دمشق، مازلت غير مستقرّة تمامًا، فالبيت هنا أصغر، وهذا تسبّب في وجود أشياء لا مكان لها، فانتهزت هذه العطلة للاحتيال قدر الإمكان على المساحات الصّغيرة واستثمارها من أجل ترتيب المنزل بشكل أفض.
* أمّا من ناحية الأسرة، فكنت سعيدة بإمضاء أوقات جميلة معهم، ومراجعة بعض قواعد اللغة لابنتي،
وتحفيظ ابني الصّغير بعض سور القرآن الكريم.
كما أنّني سررتُ برسوماته الّتي كثُرت بسبب أوقات الفراغ، وأعجبتُ ببعض الأشغال اليدويّة الّتي علّمَتهُ أختهُ إيّاها.
واستمتعت بمساعدة زوجي في بعض شؤون المنزل، فجمال الحياة الزّوجيّة بتلك التّفاصيل اليوميّة الّتي نتقاسمها مع مَن نحبّ.
* أمّا من حيث العلاقة الرّوحيّة مع الله، فهي موجودة دائمًا، لكنّ العطلة جعلتني أستغلّ بعض الأوقات لأتقرّب أكثر من الله، وتعويض تقصيرٍ موجودٍ دائمًا، فهو الكريم العظيم، ونحن دومًا قليلو الشّكر مهما شكرنا.
* ومن حيث صلة الرّحم، والحياة الاجتماعيّة، فقد فرحت لأنّني اطمأننتُ على كثير من الأهل والأقارب، وبعض الأصدقاء الّذين شغلتني الحياة عنهم، فكانت فرصة جميلة لأسمع أصوات من أحبّ، وأفرح بأخبارهم وتفاصيل ذكرياتي معهم.
وفرصة لقراءة منشورات أصدقائي على الفيس بوك
والّذين تشغلني كتاباتي وتعليقات صفحتي عن متابعة حروفهم الجميلة في كثير من الأحيان.
* وأخيرًا، فإنّ أجمل ما أنجزته في هذه العطلة هو إنهاء كتابات كثيرة كانت مؤجّلة بسبب ضيق الوقت، ومشاغل الحياة، كما أنّني أمضي حاليًا أوقاتًا كثيرةً، في قراءة بعض الأعمال الأدبيّة الّتي أرسلها إليَّ أصدقائي كي أبدي رأيي بها، ونتشارك الأفكار عنها.
كما أنّني كتبت من وحي الحجْر هذه الومضة الشّعريّة:
مُذْ أَسَرَّ لِيْ
أَنَّ الجَمِيْلَاتِ
قَدْ يُصِبْنَهُ بِالحُبِّ
وَأَنَا أَحْجُرُ عَلَيْهِ
فِيْ قَصْرِ قَلْبِيْ
ختامًا: تمنّياتي للجميع بالسّلامة والأمان من هذا الوباء،ومن كلّ سوء.