القاهرة 24 مارس 2020 الساعة 10:01 ص
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
جسم الإنسان هو عالم معقد مليء بالألغاز والأسرار التي تدل على عظمة صنع الخالق العظيم لكل خلية وعضو وجهاز من أجهزة الجسم التي تعمل وفق أداء منظم بشكل دقيق جداً.. وفيما يلي نستكشف معاً بعض الأسرار البسيطة والمدهشة..
* ما الذي يحدث في الجسم عند حدوث التسمم الغذائي؟
معظمنا خبرنا من قبل الأعراض المزعجة للتسمم الغذائي؛ من القيء، إلى الإسهال، وتقلصات المعدة المنهكة. وبالرغم أن الفيروسات تلعب دوراً في حدوثه؛ فإن البكتيريا تعتبر هي الجاني الشائع الرئيسي، وتتصدر بكتيريا السالمونيلا، والكامبيلو باكتر قائمة مسببات التسمم الغذائي.
بعض البكتيريا تعيث فساداً في أجسامنا؛ من خلال تكاثرها في الجسم قبل أن تقوم بإفراز سمومها؛ والتي تطلق شرارة التفاعل في المعدة مع الجهاز المناعي. بينما بعضها الآخر؛ تحدث للإنسان حالة التسمم من خلال تلويث الطعام بسمومها، مثل البكتيريا الكروية العنقودية(Staphylococcus aureus).
وتتدرج خطوات حدوث التسمم الغذائي على النحو التالي:
أولاً: دخول البكتيريا: بعض البكتيريا، أو السموم المعوية؛ تستطيع البقاء تحت الظروف القاسية بالمعدة، وتواصل مسارها إلى الأمعاء الغليظة، وهناك تبدأ المأساة، وأحياناً يبدأ ظهور أعراض التسمم بعد فترة تصل إلى 72 ساعة (أي ثلاثة أيام)بعد تناول الوجبة الفاسدة.
ثانياً: تكاثر البكتيريا: تتكاثر البكتيريا بهدوء، دون أن يتم اكتشافها بواسطة الجهاز المناعي للجسم منتجة السموم؛ والتي تغزو بطانة الأمعاء، وتخترقها؛ مما يؤدي إلى استجابة مناعية قوية.
ثالثاً: الاستجابة المناعية: تطلق الخلايا المناعية الإشارة لبروتينات معينة، تعرف بالسيتوكينات المعززة لحدوث الالتهابات؛ والتي تطلق بدورها سلسلة من الخطوات المسببة لالتهاب الأمعاء، والتورم؛ مما يؤدي إلى الإزعاج.
رابعاً: السوائل تغمر الأمعاء: الجدار المعوي مصمم لامتصاص العناصر الغذائية والماء من الطعام، ويمكن للسموم البكتيرية أن تحدث ثقوباً في هذا الجدار؛ مما يسمح للماء، والجزيئات الأخرى بالتدفق من خلاله.
خامساً: حدوث الإسهال والجفاف: يؤدي وجود السوائل الزائدة، والشوارد الإلكترونية المعروفة بالإلكتروليتات في الأمعاء، إلى حدوث إسهال مائي؛ والذي يكون له دور نافع في طرد البكتيريا وسمومها من القناة الهضمية؛ ولكنه في المقابل يسبب الجفاف.
سادساً: حدوث القيء: بعض البكتيريا لا تسبب القيء، ولكن البكتيريا الكروية العنقودية الذهبية تفعل ذلك، وتشير الأبحاث إلى أنها ربما تستثير العصب المبهم؛ والذي يرسل إشارة إلى المركز العصبي المسئول عن حدوث القيء بالمخ.
* ما هو تركيب اللقاحات؟
يمكن أن تتباين المواد الفعالة في اللقاحات بشكل دراماتيكي؛ فمن الممكن أن تأخذ شكل الفيروسات الحية(ولكن في صورة مخمَّلة)، أو تكون في صورة فيروسات ميتة تماماً، أو تكون في صورة أجزاء من الفيروس أو البكتيريا، وهناك طرق عديدة للمعاملة باللقاح؛ مثل التطعيم عن طريق الفم، أو الأنف، أو الوخز في الذراع، وهذه العوامل المشاركة في تركيب اللقاح تتطلب مكونات مختلفة لتسهيل عملية إنتاجه؛ بحيث تكون فعالة، وثابتة.
فلنأخذ على سبيل المثال تركيب جرعة واحدة من لقاحات الحصبة، والتهاب الغدة النكافية، والحصبة الألمانية؛ والتي تعطى عن طريق الوخز في الذراع. وتتكون اللقاحات من المواد التالية:
الماء: بمقدار 464.4 ملليجم (بنسبة 94 % من التركيب)، ويستخدم الجيلاتين المتحلل كمادة مثبتة، تعمل على حماية الفيروسات من تأثيرات تغير درجات الحرارة أثناء عملية تحضير وتخزين اللقاح، حيث يستخدم بمقدار 15 ملليجم (بنسبة 3 %)، كما يستخدم السكروز كمادة مثبتة أخرى، بمقدار 2 ملليجم (بنسبة 0.4 %)، ويستخدم فوسفات الصوديوم بمقدار 0.3 ملليجم (بنسبة 0.06 %) للحفاظ على مكونات اللقاح تحت درجة الحموضة التي تحتاجها الفيروسات لتبقى حية، ويستخدم الزلال(الألبيومين) البشري المعدل وراثياً بمقدار حوالي 0.3 ملليجم (0.06 %)، كمادة أخرى مثبتة تصنع بواسطة استخدام البكتيريا المهندسة وراثياً لإنتاج بروتين بشري، وتستخدم جزيئات الفيروس الحى بمقدار حوالي 0.003 ملليجم (بنسبة 0.006 %)، وهو المكون الأصغر في اللقاح، ويتكون من الجزيئات المخَّمّلة لفيروسات الحصبة، والتهاب الغدة النكافية، والحصبة الألمانية، وأخيراً مادة (السوربيتول)؛ وهي مادة كحولية تنتج من سكر الجلوكوز التي تتحلل في الجسم ببطء، والاستخدام الشائع لها هو التحلية الصناعية، ولكنها تستخدم في اللقاح كمادة مثبتة أخرى.
* هل هناك دراسات حول أفضل المسكنات المتداولة؟
تجربة الشعور بالألم هي تجربة ذاتية للغاية؛ لذا من الصعب القول ما هي أفضل مسكنات الألم، وتميل الدراسات إلى التركيز على أوجاع وآلام معينة، على سبيل المثال، هناك تجارب وتحاليل لآلاف الأشخاص أجريت بواسطة هيئة "لانسيت" الطبية البريطانية أشارت إلى أن مسكن "الباراسيتامول" الشائع الاستعمال؛ لا يمس الألم الناجم عن التهاب المفاصل العظمي ولكن الجرعة القصوى من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAID) التي تسمى"ديكلوفيناك"؛ تقوم بالمهمة.
وتعمل مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية (مثل الليبوبروفين) على تقليل الالتهاب، وهى تعتبر مناسبة أكثر لتخفيف آلام العضلات، وتعتمد آلية عمل هذه العقارات المسكنة على إيقاف عمل الإنزيمات التي تنتج مواد كيميائية شبيهة بالهرمونات، وتعرف بالبروستاجلاندين، وهي التي تشجع على حدوث الالتهاب، والألم، والحمى، وفي الوقت نفسه فإن الباراسيتامول هو الأنسب للصداع، وتقليل درجة الحرارة العالية.
* لماذا يتجعد الجلد عندما نكبر؟
جلدنا ليس مرناً بالكامل، ويمكن أن تحدث في ألياف الكولاجين تمزقات دقيقة عندما تكون مطوية أو مفرودة، معظمها يستطيع الجسم إصلاحها، ولكن أحياناً تكون ألياف الكولاجين الجديدة طويلة جداً، فيصبح الجلد متهدلاً بعض الشيء، أو ربما تكون ألياف الكولاجين قصيرة جداً فتشد الجلد قليلاً.
وعلى مدار الزمن تتراكم هذه الإصلاحات الفاشلة للجلد عند نقاط مختلفة بالوجه؛ والتي يحدث فيها تجعد للوجه بشكل متكرر، مثل المنطقة التي تعرف ب "خطوط الضحك" حول العينين.
*المصدر:
- مجلة (BBC Knowledge) الإنجليزية - أعداد ديسمبر 2017 ، وأبريل 2018.
- مجلة (very interesting) الإنجليزية - أعداد سبتمبر 2018 ، وديسمبر 2017.