القاهرة 19 مارس 2020 الساعة 08:44 م
"دندرة" مدينة أثرية ثرية تقع في صعيد مصر، وبالتحديد بمحافظة قنا، وازدادت ثراء بوصول الثقافة والفنون من خلال خطة وزارة الثقافة بوصولها للأقاليم المحرومة من التنوع الثقافي والفنى المميز الذي يقدم الفن الأصيل، وتنفيذ سياسة التنمية الشاملة التي أطلقتها الثقافة المصرية والتى استطاع مهرجان "دندرة" للموسيقى والغناء الأول بقنا أن يحدث نقلة إبداعية في تاريخ صعيد مصر.
فعلى مدار ستة أيام عاش أهالي محافظة قنا بمراكزها وقراها ومحافظات مجاورة في أهم حدث فني أقيم علي أرض المحافظة عندما انطلقت فعاليات مهرجان "دندرة" للموسيقي والغناء الذي نظمته دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدي صابر، بمشاركة كبار المطربين والفرق الموسيقية المصرية.
* نجاح المهرجان:
يعد مهرجان "دندرة" أول مهرجان فني كبير تحتضن فعالياته تلك المحافظة القابعة في أقصي جنوب الوادي، ومما ساهم في إنجاح أيام المهرجان تواجد كبار نجوم الغناء في الحفلات اليومية والذي افتتح بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، واللواء أشرف الداودي محافظ قنا، وعدد كبير من قيادات وزارة الثقافة ومحافظة قنا.
وقد أحيا حفل الافتتاح الذي قدمه الإعلامي الدكتور حسين حسني المذيع بقناة الغد، والفنان أمير صلاح الدين، كلا من الفنان مدحت صالح، وفرقته الموسيقية، وفرقة بلاك تيما، وتواصلت فعاليات المهرجان بمشاركة الفنان علي الحجار، والفنان هشام عباس، إلى جانب الفنانة نسمة عبد العزيز ملكة الماريمبا ونجمة الأوبرا الفنانة مي فاروق والفنانة دينا الوديدي، واختتم بعرض فرقة الأقصر للفنون الشعبية.
كما كان لتواجد الفرق الشبابية عامل مهم في جذب شباب قنا وجامعة جنوب الوادي والذين كانوا علي ارتباط بهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا؛ فكان حضور فرق "بلاك تيما" و"مسار إجباري"، وقعاً كبير بين الشباب الذين وجدوا أنفسهم مع تلك الفرق الغنائية.
* تنوع الحضور:
أقيم مهرجان "دندرة" تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وبحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والتى حرصت على حضور فعاليات المهرجان في كل مواقع العرض مع محافظ قنا وجمهورها، حيث أقيم الفعاليات لمدة يومين في ساحة معبد دندرة، ويومين في جامعة جنوب الوادى، ويومين بمسرح قصر ثقافة قنا.
واستطاعت دار الأوبرا المصرية أن تنظم المهرجان من خلال التعاقد مع الفنانين، والعمل بتجهيزاتها الفنية والإشراف علي جميع أعداد المهرجان والمسرح، وأن تثبت قدرة إدارتها ورجالها من مسئولين وفنانين وإداريين وأمن ان تتميز أكثر وأكثر، وتثبت قدرتها على تنظيم مهرجاناتها في كل مكان، ويضاف إلي رصيد مهرجاناتها الجماهيرية المتميزة.
*حضور الوزيرة :
كما عكس حرص وزيرة الثقافة على الحضور اليومي للفعاليات المهرجان مدي اهتمام الدولة والوزيرة بالصعيد "المحروم" فنياً وثقافياً، فكانت فكرة الوصول إليهم هي نقطة إيجابية شعرنا بها جميعا والقادمون من القاهرة مع الوفد الإعلامي لتغطية المهرجان، ومتابعة الحضور الجماهيري اليومي الذي فاق كل التوقعات، وهو ما يشير بشكل واضح إلي الحرمان ومدي تعطش الجمهور للاستماع للغناء الجميل الأصيل، وفرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التلوث السمعي الذي يصيب المجتمع المصري.
فقد احتضن معبد "دندرة" أول يومين من أيام المهرجان، ثم انتقل مابين جامعة جنوب الوادي وقصر ثقافة قنا، ومن خلال فعاليات المهرجان في الثلاثة أيام شهد الحضور كثافة الحضور ما بين ساحة كبيرة كساحة معبد دندرة والذي احتضن ما يقرب من 10 ألاف قناوي، وما بين مسرح الجامعة المفتوح الذي استوعب أكثر من 12 ألف مشاهد، وأقل من ذلك بمسرح قصر ثقافة قنا، ولذلك أدركت وزيرة الثقافة ذلك وأعلنت أن الدورات القادمة ستقام جميع فعالياتها بساحة معبد "دندرة " لتستوعب كثافة الحضور.
وهنا يجب أن نعترف بأن إقامة المهرجان الموسيقي الغنائي داخل أسوار معبد "دندرة " أعطى للمعبد أهمية كبري للمواطن المصري، وبالتالي أدخل المهرجان قيمة مضافة أدخلت محافظة قنا النطاق مجدد في دائرة السياحة، وتنمية الصعيد وإثراءه حضاريا وثقافيا وفنيا، وخاصة في فئة الشباب.
*تفاعل الجمهور :
ومن هناك استطعنا أن نلمس من خلال متابعة فعاليات المهرجان مدي تفاعل الجمهور القناوي من شباب وأفراد وعائلات بأكملها، وحضور فتيات بمختلف أعمارهن حفلات المهرجان القابع بضواحي المدينة، وسط فرحة الحضور من وزيرة الثقافة ومحافظ قنا، ورئيس جامعة جنوب الوادي ونائبه الذين كانوا سعداء من الإقبال الجماهيري والطلاب لحفلتي هشام عباس وفريق "مسار إجباري " بالأخص والتي تغني معها الشباب من الجنسين أغانيه.
ومن هنا يجعلنا مهرجان "دندرة" ندعو إلى الاهتمام أكثر بتقديم الفن الراقي الذي يرتقي بالذوق العام، ويتطلب من محافظات الصعيد أن تأخذ شرارة المهرجان وتكمل مسيرته، وتتعاون أكثر مع وزارة الثقافة لنشر الوعي الحقيقي بين شباب الصعيد وتنمية مواهبهم الثقافية والفنية؛ ليكونوا أدوات أكثر فعالية في بناء مجتمعهم بشكل بناء لغد أفضل.