القاهرة 11 مارس 2020 الساعة 09:38 ص
بقلم: د. هبة سعد الدين
يزداد إعجابي بالفنان الذى يمكنه الحفاظ على النجومية، مهما كانت درجة "الموهبة" لديه. فالنجاح جانب؛ أما القدرة على الاستمرار فى طريق النجاح والنجومية فله جوانب أخرى.
وذلك ما يجعل مواهب تمثيلية "عبقرية" تختفى، وتستمر أخرى قد تكون "محدودة"، لذلك عندما نرصد بعض تجارب الفنانين السينمائية نجد أن نجاحها يكمن فى سيرها على خطى "الزعيم" عادل إمام الذى يجعل مفتاح النجاح ليس فى القدرات التمثيلية فحسب، بل يتجاوز ذلك نحو رؤية الواقع وأذواق الجمهور وتغيرات المجتمع والمشكلات الإنتاجية وغيرها من العوامل التى إن استطاع الممثل أن يدركها ويتعامل معها سيمكنه البقاء.
ففى مسيرة الزعيم سنجد معه أن لكل مرحلة "كتابها" ومخرجيها وكذلك فنا نيها الذين يمثل وجودهم عامل جذب للجمهور ، ولم لا يجمع كل ما يمكنه أن يجذب عدة "فئات" معا؟
لقد أدرك البعض نجاح تلك "الخلطة" التى حرص عليها عادل امام وحاولوا الاستفادة من نجاحاته ، فلا يكتفى بعض نجوم العصر الحالي بالاستمرار فى ذات الطريق الذى أتى إليه بالنجاح مرة ، لأنه قد لا يحالفه مرة أخرى!!
لذلك حرص بعضهم على الحصول على "زهرة" من كل بستان ليضمن أكبر قدر من النجاح، فعندما تسعى لإصابة عدة أهداف بضربة واحدة؛ بالتأكيد ستصيب عدة منها إن لم يكن كلها، تلك "خلطة" الزعيم الذى استطاع أن يقدم من خلالها سينما تستمر أكثر من خمسين عاما بطلاً ونجماً قادراً على الاستمرار، وذلك ما أدركه البعض فاستطاعوا "النجاح".
يخطئ من يتخيل أنه قادر بمفرده على النجاح، وذلك ما تجاوزته الافلام التى تحصد شباك التذاكر على مدى السنوات الأخيرة، فهى تجمع ما بين عدة "زهور"؛ البطل النجم الذى يشاركه "نجوم" قد لا يكونون قادرين على جذب الجمهور بمفردهم لكن ذلك الوجود الجماعى لابد وأنه سيأتي بعدة عصافير، وتواجد مساحة من "الكوميديا" بجرعات مخففة لتصاحب الرومانسية والأكشن وكافة التنويعات، بالتأكيد ستصيب عدة فئات أخرى من الجماهير.
أتذكر سؤالاً تم طرحه: هل كان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ليحقق نفس النجاح والنجومية لو أتى فى عصر آخر؟ وأكدت الإجابات أنه سينجح فى أي عصر ووقت فالموهبة لم تكن الجانب الوحيد الذى جعله يصل لما حققه؛ بل إدراكه لكافة عوامل النجاح.
كثيرون امتلكوا أدوات التمثيل بدرجة عبقرية، لكنهم لم يستطيعوا تحقيق النجاح بدرجة تليق بعبقريتهم، وقلة استطاعت النجاح والاستمرار على الرغم من ضعف موهبتهم، المسافة بين هذا وذاك أن تعرف كيف تقدم نفسك وتدرك تغييرات الزمن بكل ما تحمله تلك الكلمة، وأن تصنع "الخلطة" الخاصة بك؛ عند ذلك يمكنك أن تسير على خطى "الزعيم".