القاهرة 06 مارس 2020 الساعة 03:11 م
كتبت : سمر أرز
يواصل مهرجان إبداع المسرحي الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة في موسمه الثامن فعالياته؛ حيث عرض مساء الخميس العرض المسرحى "أفراح القبة" للمعهد العالى للفنون الشعبية، تأليف الأديب العالمى نجيب محفوظ، وإعداد وإخراج ياسين رضوان، وذلك على خشبة مسرح الشباب والرياضة بالمهندسين.
قدم لنا المخرج "ياسين رضوان" عرضاً شمل المغزى والمحاور الرئيسية للرواية، فطرح لنا أحداثاً تدور حول الشخصية الرئيسية للرواية وهى "عباس كرم يونس" الذى تدور فى فلكه باقى الشخصيات فكان هو الراوى الأساسى الذى سرد قصة حياته ونشأته فى بيت يملؤه الرذيلة والفاحشة حسب وجهة نظره فقد كان "عباس" حالماً مثالياً يحلم بعالم نظيف يخلو من الكذب والنفاق والفاحشة التى رآها دوماً فى بيت أبيه وأمه، فقد كان أبوه مدمناً للأفيون، يدير بيته لطاولات القمار والسهرات التى تعمل على إرضاء زبائنها زوجته "حليمة" والدة عباس الذى كبر دوماً يرى ويسجل تلك التفاصيل التى جعلته منفصلاً عنهم كارهاً حياتهم، ليذهب ويتزوج من "تحية" التى كانت تعمل فى نفس التياترو الذى عملت به أمه على شباك التذاكر ولكن كمؤدية وراقصة لها ماضى ملئ بالمغامرات وطرق سلكتها مجبرة بسبب الظروف المعيشية، الأمر الذى غفره لها عباس، على الجانب الآخر كان يوجد "طارق رمضان" العدو الأول لعباس الذى خطف منه تحية وتزوجها فكان دوماً يفتعل له المشاكل ويخلق من أجله الوشايات عند الجميع، وتخلل ذلك سرد للحقائق مثل حياة "حليمة" البائسة وأنها لم تكن حقاً عاهرة كما ظن ابنها عباس بل كانت مجبرة على إرضاء زبائن زوجها وخدمتهم فقط، زوجها الذى لم يغفر لها خطيئتها قبل الزواج به وظل يعاملها معاملة العاهرة هو الآخر فلم تكن بينهما علاقة حب أو احترام بل كان هو غارقاً فى الأفيون هارباً من واقعه الأليم وحياته التى يكرهها مجاهراً بذلك دون خوف من أحد ويرى إنه أفضل من إناس كثر منافقون وكاذبون، إلى أن يتفاجئ الجميع بتأليف عباس لرواية يتم عرضها مسرحياً تناولت تلك الرواية جميع تفاصيل حياة أبيه وأمه المشينة وما كان يدور فى بيتهم، ويأخذ الموت "تحية" تاركاً "عباس" وحيداً، عباس الذى لم يرى ما يغفر به لأمه كما غفر به ل "تحية"، كما لم ترى أمه "حليمة" أيضاً فى تحية ما يغفر لها ماضيها مثلما وجدت لنفسها، فانهار وحيداً متهالكاً نفسياً لما يتلقاه من أحاديث عن أمه وأبيه وزوجته بسبب "طارق رمضان" فتدور فى خياله فكرة الإنتحار، ليترك المخرج للمشاهد النهاية مفتوحة.
وقد اعتمد" رضوان" فى تقديم رؤيته الإخراجية على الديكور المنقسم لثلاث أقسام على خشبة المسرح ،قسم للتياترو وغرفة تحية وهو القسم الخلفى فى منتصف المسرح، أما القسم الأمامى فقد كان يميناً بيت عباس الذى تربى فيه والذى تناول جميع مشاهد "حليمة" و"كرم يونس"، ويساراً كرسى الراوى "عباس" ومشاهده، كما استعمل "رضوان تقنية "الفلاش باك"على المسرح باحترافية فقد تسلسلت الأزمنة بدايةً من عمر "عباس" وهو صغير حتى نهاية الرواية، كما استعملها أيضاً فى تسلسل حياة حليمة وكرم بداية من عملهم فى التياترو تحت سلطة سرحان مدير التياترو إلى كبرهم وشيخوختهم، وكان للمشهد الأخير وهو تلاقى شخصية عباس فى القصة مع عباس الراوى قوة وبراعة اكتسبتها النهاية، كما كانت للموسيقى التصويرية التى حرص عليها "رضوان" فى جميع المشاهد صدى بالغ فى توصيل المشهد والإحساس للمتلقى بالتوازى مع الأداء الحركى فى بعض المشهد، بالإضافة إلى الأداء التمثيلى المتميز لجميع الممثلين .
وعن الرؤية الإخراجية فقد أوضح "رضوان": أن الرواية الأصلية تناولت كل شخصية على حدة بجميع تفاصيلها، كما أن النص يحمل معاني كثيرة وكم علاقات بين الشخصيات متشابكة، ولكنى ارتكزت فى العرض على وجهة نظر "عباس كرم" كمحور للرواية، فالحقيقة كانت لها أبعاد كثيرة من وجهة نظر كل راوى فكان لها أكثر من وجه ولكن كانت رؤية "عباس" هى الأقرب إلى وجهة نظرى، واستكمل موضحاً أن العرض قد شارك فى مهرجان فنون الأداء وحاز على ستة جوائز هى ؛جائزة التميز الثانية، جائزة أفضل ممثل دور ثان، جائزة أفضل ممثلة دور أول، جائزة أفضل ديكور، جائزة أفضل استعراض، جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
كما أشادت اللجنة بالعرض وبأداء الممثلين الإحترافى، حيث قال الفنان فتوح أحمد؛ أن العرض قُدم بشكل احترافى واستطاع إمتاع اللجنة والحضور متمنياً لهم مستقبلاً باهراً، ومن جانبها قالت الفنانة سهير المرشدى؛ أن العرض فاق توقعاتها فقد كانت مشفقة عليهم بمجرد علمها بعرضهم لرواية عظيمة مثل رواية أفراح القبة للعالمى نجيب محفوظ، ولكنها استمتعت بالعرض واستطاع أن ينال إعجابها، كما أشادت بالأداء المتميز لجميع الممثلين وبالديكور والإكسسوارات الخاصة بالعرض.
"أفــــــراح الــقــبـة" بطولة على أيمن، نادية حسن، محمود حجاج، إسراء حامد، حاتم عبدالجليل، سيف يحيى، ندى طلعت، عاصم ترك، والطفل (سيف)، ديكور هشام رونى، إضاءة سليمان الصعيدى، غناء مادونا مجدى، استعراضات محمد كامبا، دعايا وإعلان محمد وحيد، تأليف موسيقى عبد السلام شاكر، أزياء نيرة محمد، مساعدين الإخراج غادة صفوت، محمود عبدالدايم، ومحمد خالد، مخرج منفذ محمد عبد الوارث، من تأليف الأديب العالمى نجيب محفوظ، إعداد وإخراج ياسين رضوان .
يذكر أن جوائز العروض المسرحية بمهرجان "إبداع" تقدر بمبلغ 716.000 جنية، يتنافس عليها 32 عرضاً مسرحياً، وتضمنت لجنة التحكيم الفنانة سهير المرشدي ، الفنان فتوح احمد ، المخرج تامر كرم والمخرج فهمي الخولي، ومن المقرر استمرار فعاليات العروض المسرحية لمهرجان "إبداع" فى دورته الثامنة حتى العاشر من مارس.