القاهرة 03 مارس 2020 الساعة 09:18 ص
بقلم :د.هبة سعد الدين
لن يتذكر الكثيرون الممثل محمد سعد سوى فى ثوب شخصياته التى تتسم عادة بالبلاهة والعيوب الفسيولوجية والكلمات غير المفهومة والاعتماد على حركات "جسده" ؛ سواء فى المشي الذى من المفترض شىء معتاد أو الرقص الذى جعله غير معتاد ليسلك أسهل طريق لإثارة الضحك!!
لقد كانت إحدى بداياته السينمائية المهمة عام 1993 فيلم "الطريق إلى إيلات" الذى قادته المبدعة إنعام محمد على، واستطاعت تقديم باقة من الوجوه الشابة جنباً إلى جنب مع الكبار ، ثم جاء "الناظر" عام 2000 إحدى أيقونات شريف عرفة، حيث قدم "اللمبى" كشخصية تمثل الكثير من الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تتناغم لتقديم صورة متكاملة داخل الفيلم؛ مهد نجاح تلك الشخصية الطريق لسعد فشارك الفنان أحمد حلمى البطولة فى فيلم "55 إسعاف" عام 2001 ، ثم تطور الموقف ليظهر "اللمبى" بمفرده عام 2002 مشاركاً "فرنسا" الشهيرة بعبله كامل اللقاء، فرأينا كاتباً ومخرجاً وممثلاً تألقوا بعمل مختلف، فيصبح "اللمبى" المفاجأة التى أصابت الجميع فيكتسح شباك التذاكر، لذلك كان من الطبيعى استغلال ذلك النجاح عدة مرات أولها الجزء الثانى من الفيلم الذى جاء حاملاً صك "التمويه" تحت عنوان "اللى بالى بالك" مع وائل احسان و د.مدحت العدل، فيتكرر النجاح ،ليعتقد سعد أنه قادر على تكرار النجاح بمجموعة من الأفلام : عوكل ، بوحه ، كركر، كتكوت، اللمبى 8 جيجا،، تتح .. الخ ؛ ولكن المفارقة أنه كان يتراجع خطوة مع كل عمل على المستوى الفنى وشباك التذاكر فى ذات الوقت !!تُرى هل كانت مصادفة أنه فى العام الذى قدم محمد سعد فيلماً لم يشعر به أحد، أن يحصل على جائزة أفضل ممثل عن دوره فى الجزء الثانى من "كنز" عبد الرحيم كمال وشريف عرفة، من مهرجان جمعية الفيلم الرابع والأربعين والذى حصد عدداً من الجوائز؟!
هل عاد بعد أكثر من عشرين عاماً إلى "السينما" بعيداً عن إغراء الشباك وطريق الضحك السهل؟ هل استمتاعه وتفوقه خلال جزأي "الكنز" جعله يدرك فساد وصفات النجاح المعلبة التى اعتاد تكرارها ؟؟
جانب من متعة "التمثيل" وكافة الفنون يكمن فى أنه حالة يستمتع بها "الفنان" أثناء العمل وعند رؤية إبداعه، ويضيف التقدير الجماهيرى والنقدى المزيد من الاستمتاع ، فهل تعيد الجائزة والعمل المميز"سعد" مرةً أخرى إلى فن السينما ؟ وهل صرف بالفعل شريف عرفة عفريت "اللمبى" وأخواته على اعتبار أنه من أحضره؟
موهبة محمد سعد وقدراته التمثيلية كان من المفترض أن تضعه فى مكانة أخرى غير تلك التى أهدر فيها أكثر من عشرين عاما .... عموماً لايزال أمامه الوقت للتعويض